شرعت المؤسسة العسكرية بتنفيذ نشر عملاني لنظام متطور يرتكز على أجهزة استشعار للكشف عن أنفاق هجومية على امتداد الحدود مع قطاع غزة، وذلك بعد أن تجلّى البُعد المقلق للتهديد خلال عملية "الجرف الصامد" عندما نجحت خلايا تابعة لحركة "حماس" في اختراق أراضي إسرائيل بواسطة شبكة أنفاق، وفي تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر وفي بث الرعب بين سكان الجنوب.
وهذا النظام هو ثمرة أعمال تطوير قادتها شركة "إلبيت معراخوت" (Elbit Systems)، بالتعاون مع شركة ناشئة صغيرة، والمعهد الجيوفيزيائي، و"مديرية تطوير الوسائل القتالية والبنى التحتية التكنولوجية" في وزارة الدفاع ("مافآت"). وهو عبارة عن منظومة من أجهزة استشعار وظيفتها إطلاق إنذار عن وجود عملية حفر لنفق.
وأفادت مصادر مطلعة أن نشراً أولياً لهذا النظام على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة بدأ في نيسان/أبريل 2014 قبل ثلاثة أشهر على عملية "الجرف الصامد". وجرى آنذاك تقييم جهوزية أجهزة الاستشعار لإرسال إنذارات موثوقة عن نشاط تحت الأرض إلى غرفة مراقبة متخصصة تابعة للجيش الإسرائيلي، مع التقليل إلى أدنى حد من الإنذارات الخاطئة.
ويذكر أنه لم يجرِ الكشف عن العدد الكبير من الأنفاق الهجومية التي حفرتها حركة "حماس" باتجاه إسرائيل إلا في غضون خمسين يوماً من القتال في الجنوب، فاضطر الجيش الإسرائيلي إلى العمل ميدانياً على مشارف القرى والبلدات في قطاع غزة من أجل كشف وتدمير أكثر من 30 نفقاً كهذه. وحينذاك أدركوا في المؤسسة العسكرية أنه لا مفر من تسريع الإجراءات التي تسمح في نهاية المطاف بتطوير منظومة تكنولوجية تعمل ضد تهديد الأنفاق، كما فعلت منظومة "القبة الحديدية" ضد تهديد صواريخ التنظيمات الإرهابية.
لكن المشكلة التي تواجه صنّاع القرار الآن هي تمويل هذه النظام المكلف. وتقدّر جهات أمنية تكاليف النظام بنحو مليون دولار لكل كيلومتر، علماً بأن هناك أقساماً أخرى على امتداد الحدود تتطلب تغطية بطريقة ترفع تكلفة نشر النظام إلى نحو مليوني دولار لكل كيلومتر.