الخلافات داخل قيادة "حماس" قد تشجع جناحها العسكري على مهاجمة إسرائيل من جديد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•في الفترة الأخيرة ازدادت حدة الخلافات داخل قيادة "حماس" بين الزعامة السياسية والجناح العسكري. وتتمحور الأزمة حول وجهتي نظر موضع الخلاف وهما متصلتان: الأولى تتعلق بموقف الحركة من الاضطرابات في العالم العربي؛ والثانية تتصل بالسياسة الواجب انتهاجها في القطاع في ضوء المواجهة الطويلة مع إسرائيل والتوتر مع مصر. وثمة من يعتقد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن هذا الخلاف الداخلي سيجعل من الصعب على الحركة التوصل إلى اتفاقات غير مباشرة على وقف النار مع إسرائيل على المدى البعيد. كما أنه قد يشجع في ظروف معينة، الجناح العسكري على المبادرة إلى شن هجمات ضد إسرائيل من دون التنسيق مع الطبقة السياسية في الحركة.

•قبل ثلاث سنوات بدأت حركة "حماس" في قطع علاقتها تدريجياً بإيران وسورية على خلفية الحرب الأهلية السورية، التي في بدايتها دخل نظام الأسد في مواجهة مع حركة الإخوان المسلمين السنية التي ترتبط بها "حماس" إيديولوجياً. كما أن المجازر التي ارتكبها النظام السوري ضد مواطنين من السنة في إطار حربه ضد المعارضة، دفعت "حماس" إلى إدانة الأسد علناً وإخلاء مكتبها السياسي في دمشق. وخلفت هذه الخطوات شرخاً علنياً بين "حماس" وإيران الداعمة لنظام الأسد. لكن الجناح العسكري للحركة حافظ على علاقته بإيران من وراء الكواليس وواصل الاستعانة بالحرس الثوري من أجل تهريب السلاح إلى غزة،  على الرغم من أن إيران نقلت أغلبية مساعدتها إلى الجهاد الإسلامي في القطاع الذي حافظ أعضاؤه على ولائهم لها.

•بعد حرب صيف 2014 بُذلت جهود واضحة من أجل تحسين العلاقات بين غزة وطهران. ونشرت إيران كلاماً أشادت فيه بالجهد العسكري الذي قامت به "حماس" ضد إسرائيل واستقبلت وفداً رفيع المستوى في إيران. لكن في الفترة الأخيرة وفي ضوء المواجهة الدائرة بين محور الدول السنية المعتدلة والثوار الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، برزت التوترات من جديد مع الجناح السياسي في الحركة بعد البيان الذي أصدره دعماً لموقف الدول السنية في اليمن. ويبدو الآن أن مدير المكتب السياسي في "حماس" خالد مشعل يتطلع إلى التقرب من السعودية، في حين يريد الجناح العسكري المحافظة على الصلة الوثيقة مع إيران.

•تواجه عمليات تهريب السلاح من إيران إلى قطاع غزة عقبات كثيرة في ضوء الجهد الكبير الذي تبذله مصر وإسرائيل لإحباطها. وتقوم مصر بعمليات تدمير ممنهجة للمنازل القريبة من الحدود مع القطاع في رفح، وتحاول أن تقيم هناك منطقة عازلة عرضها كيلومتران على الأقل، حيث سيصار إلى تدمير المنازل الواقعة ضمنها بالكامل. وفي الوقت عينه يعمل سلاحا البحر الإسرائيلي والمصري على إحباط عمليات التهريب من البحر في سيناء. وتتركز المساعدة الإيرانية اليوم إلى "حماس" على تحويل عشرات الملايين من الدولارات إلى مصارف القطاع. ونظراً إلى أن تهريب السلاح انخفض إلى حده الأدنى، فقد اضطر الجناح العسكري في "حماس" إلى التركيز على الصناعة المحلية للمواد الناسفة والصواريخ. ولذلك تجري الحركة بصورة دائمة تجارب اطلاق صورايخ في اتجاه البحر المتوسط ترصدها إسرائيل عبر راداراتها.

•ومن أجل تعزيز منظومتها المستقلة لإنتاج السلاح، تحاول "حماس" عبر معبر كرم أبو سالم تهريب المواد المطلوبة، التي تشتريها من تجار إسرائيليين وتجار فلسطينيين في الضفة وتنقلها كمواد مدنية في شاحنات بريئة ظاهراً. 

 

•وهذه المواد متعددة الاستخدامات إذ يمكن استخدامها في الصناعة والزراعة، وكذلك في صنع السلاح. ويبدو أنه بهذه الطريقة نجحت "حماس" في تهريب كمية مواد لا بأس بها قبل أن تتدارك المؤسسة الأمنية هذا الاختراق في الأشهر الأخيرة وتبدأ بالعمل بصورة ممنهجة على منع أعمال تهريب مشابهة.