كيف سيؤثر حصول طهران على صورايخ S-300 على إمكانية مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

•أعلنت روسيا بعد ظهر يوم الأحد الماضي أن الرئيس فلاديمير بوتين ألغى قرار تأجيل بيع منظومة صواريخ S-300 إلى إيران. والمعروف أن هذه المنظومة مضادة للصواريخ وللطائرات ويوجد منها عدة نماذج بعضها أكثر تطوراً من الأخرى. وكانت هذه الصواريخ بيعت إلى إيران ودفع ثمنها ما بين السنوات 2007 - 2010، لكن إيران لم تحصل عليها بسبب الضغط الأميركي والإسرائيلي على بوتين.

•خلال تلك السنوات امتنعت إسرائيل عن بيع جورجيا خصم روسيا، طائرات من دون طيار ومنظومات سلاح متطورة أخرى. لكن العسكريين الإيرانيين وأعضاء الحرس الثوري تدربوا على استخدام هذه المنظومة في روسيا وأصبحوا على الأرجح قادرين على وضعها قيد الاستخدام خلال وقت قصير. وليس من المستبعد أن تكون أجزاء منها وصلت إلى إيران من قبل الروس، لكن من دون منصات إطلاق.

•من الصعب أن نقدّر بدقة كيف ستؤثر منظومة الصواريخ S-300 على قدرات سلاح الجو في إسرائيل والولايات المتحدة ودول غربية وعربية، على مهاجمة منشآت نووية وعسكرية في إيران. ومن الصعب أن نعرف أولاً: أي طراز من صواريخ الـS-300 أعطيت لإيران، وما هو مداها الفعلي في مواجهة صواريخ بالستية وصواريخ من نوع كروز والأسلحة الجوية التي تطلق من على بعد يتعدى 150 كيلومتراً.

•ثانياً؛ إن سلاحي الجو الإسرائيلي والأميركي وسلاح الجو التابع للبحرية الأميركية تدربوا في الماضي في قبرص واليونان وفي أماكن اخرى حيث لديهم تكنولوجيا روسية، ويمكن افتراض أنهم درسوا هذه المنظومات وطوروا وسائل للتشويش عليها وتضليلها.

•إن منظومة صواريخ S-300 موجودة اليوم وهي قيد الاستخدام في عدد كبير من الدول من بينها الصين. كما ان الوقت الطويل الذي مر بين توقيع صفقة الصواريخ بين روسيا وإيران يسمح بافتراض أن لدى الغرب اليوم وسائل تضليل وتشويش فعالة ضد هذه المنظومة. وقد وقعت روسيا سنة 2007 اتفاقاً مع إيران من اجل تزويدها بمنظومة الصواريخ المتطورة، لكنها امتنعت عن القيام بذلك. وفي تقدير معلقين أن السبب يعود إلى الضغط الإسرائيلي والأميركي على روسيا، لأن منظومة الصواريخ هذه قد تلحق ضرراً كبيراً في قدرة الولايات المتحدة وإسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية في إيران.

•وبالاستناد إلى وكالات الأنباء، فإنه من غير المستبعد أن يكون الإعلان الروسي عن صفقة الصواريخ مع إيران اليوم هدفه نقل رسالة تحذير إلى الغرب على خلفية الأزمة في أوكرانيا والتوتر في أوروبا الشرقية كلها، منذ غزو الجنود الروس شرقي أوكرانيا، وضم روسيا شبه جزيرة القرم، الأمر الذي تسبب بفرض عقوبات اقتصادية أوروبية وأميركية على روسيا. وكان الكرملين حذر أكثر من مرة من أن الخطوات العدائية للغرب قد تنعكس على مواقف موسكو من المسألة النووية الإيرانية. وفي هذه الأيام تعتبر العلاقات بين روسيا والغرب الأكثر توتراً منذ أيام الحرب الباردة. 

 

•تمتاز منظومة صواريخ S-300 بقوة كبيرة وميزات دفاعية متعددة، فهي قادرة على اعتراض الطائرات وصواريخ كروز والرؤوس الحربية للصواريخ البالستية التي يبلغ مداها 150 كيلومتراً وعلى ارتفاع 27 كيلومتراً. وفي الماضي تباهى عسكريون روس بأن هذه المنظومة تتفوق على صواريخ باتريوت الأميركية. وحصول إيران على هذه الصواريخ معناه أن قدرة طهران على الدفاع عن منشآتها النووية إذا تعرضت لهجوم، ستتحسن بصورة كبيرة.