يجب على نتنياهو المبادرة إلى التحدث مع أوباما
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

•إن الاتفاق الذي يتبلور بين ايران والقوى العظمى هو عملياً لقاء مصالح بين زعيمين قويين، يتطلعان الى الدخول في صفحات التاريخ. فقد انتخب الرئيس الإيراني حسن روحاني في حزيران 2013 تحت شعارين: الحرية وتحسين الاقتصاد. في الموضوع الأول استطاع حتى الآن أن يحقق انجازات، ولكنه كي يفي بوعده الثاني ويحسن الاقتصاد يجد نفسه ملزماً بالعمل على رفع العقوبات. ويسمح قانون الانتخابات في إيران للرئيس بأن ينتخب لولايتين  كل واحدة مدتها خمس سنوات، وما يريده روحاني هو أن ينتخب مرة أخرى في 2018. 

•أما أوباما فقد انتخب لولاية ثانية في 2012، وهو يقود في مجال السياسة الخارجية استراتيجية جوهرها "القوة الناعمة" واستخدام الديبلوماسية في ظل التهديد باستخدام القوة. لكن نجاحاته حتى الآن محدودة، ومن هنا فالاتفاق المتبلور مع إيران يُعتبر فرصة تاريخية اختراقية، وإنجازاً هائلاً. ولعنصر الزمن تأثير دراماتيكي بالنسبة إلى أوباما، إذ عليه التوصل الى الاتفاق قبل الانتخابات القريبة. 

•أدى هذا الالتقاء في المصالح الى بداية محادثات سرية أثمرت عن الاتفاق المرحلي بين القوى العظمى وايران في نهاية 2013، حيث وضعت بذور الاتفاق المتبلور اليوم والذي أساسه حق إيران في مواصلة تخصيب اليورانيوم. وهنا يكمن جذر الشر. 

•يمكنني أن أشهد أن إسرائيل كانت في الماضي على اطلاع على مسائل جوهرية شبيهة. فقد اشتركنا في كل ما يتعلق بكوريا الشمالية وحذّرنا من الخداع الذي تحقق. هذه المرة، وعلى الرغم من الأهمية الهائلة، لم يجر إطلاع إسرائيل على أسرار الموضوع، ولا سيما في ظل  العلاقات المعكرة بين نتنياهو وأوباما، والتخوف الأميركي من لجوء إسرائيل إلى عرقلة الاتفاق. 

•لكن على الرغم من جهود اسرائيل، فهي لم تنجح في منع البرنامج النووي الايراني. وفي غياب تفاهمات سرية مع الولايات المتحدة ومنظومة علاقات قوية بين الزعيمين، سيكون من الصعب على اسرائيل التأثير على الرئيس الأميركي في المستقبل أيضاً. وفي الواقع، فإن المواجهة العلنية والتوجه المباشر الى الكونغرس من فوق رأس أوباما، لم يجديا نفعاً للمصلحة الاسرائيلية وساهما بقدر لا بأس به في "تفاهمات لوزان". 

•إن هذه التفاهمات خطيرة جدا، لكن ثمة شك في أنها ستصل إلى اتفاق مكتوب وملزم، فخامنئي لم يقل كلمته بعد، وعلى أوباما أن يجتاز الكونغرس الاميركي. في هذه الاثناء، تواصل إيران تطوير صواريخ باليستية بعيدة المدى، وتغرق في سوريا من خلال حزب الله في لبنان، وتسيطر على مناطق جديدة في العراق، وتشتد في اليمن المواجهة بين الشيعة والسنة. 

•لا يترك سلوك الايرانيين مجالا للشك، ففي نيتهم خداع الغرب والبقاء دولة على حافة النووي. من المنتظر أن يجري التوقيع على الاتفاق النهائي في نهاية حزيران/يونيو، وشهران ونصف فترة زمنية طويلة في الشرق الأوسط. ولا يزال أمام إسرائيل الوقت للتأثير والحسم في الملعب الدبلوماسي، قبل أن نكون مطالبين بخيارات اخرى. 

•يتعين على نتنياهو الآن أن يحسم أمره ويختار "مساراً جديداً". يجب عليه أولاً: أن يتوصل الى تفاهمات هادئة مع الزعامة السنية المعتدلة في المنطقة وأن يشركها في الخطوة. لدينا مصالح مشتركة واضحة وإمكانية كامنة لتعاون هام؛ ثانياً: عليه أن يبادر الى عقد لقاء مع أوباما كخطوة ناجعة ومهمة في الطريق الى وقف البرنامج النووي الايراني، ولهذا الغرض مطلوب دراسة جدية. 

•يجب على نتنياهو أن يصل الى البيت الابيض وهو يحمل عدداً "من المطالب والتوصيات المهنية" مدعومة من قادة المؤسسة الأمنية ورؤساء الكتل الصهيونية في الكنيست، وأساسها: أن يكون رفع العقوبات تدريجياً وقابلاً للتراجع، وأن يتمّ بدءاً من العقوبات الخفيفة الى الأشد صرامة، وأن يستغرق ذلك ما لا يقل عن سنة؛ ومنع البحث والتطوير في المجال النووي في ايران، تفكيك "منظومة السلاح" (المسؤولة عن تركيب القنبلة على رأس الصاروخ)؛ تقليص ترسانة الصواريخ الباليستية، والطلب من ايران الكف عن أي نشاط يتعلق بالارهاب؛ وأن يسري تطبيق الاتفاق لـمدة  15 سنة على الاقل وأن يترافق مع رقابة دولية شاملة ومعمقة.

 

•سيدي رئيس الوزراء، هذا اللقاء هو أهم من أي خطاب تلقيه في الكونغرس. يتعين عليك الآن أن تتحدث مع الرئيس من القلب الى القلب، من دون وسائل اعلام. كما يتعين عليك الحفاظ على المصالح الاسرائيلية بوصفك الرجل الذي كلفه التاريخ قيادة اسرائيل.