الجيد والخطر في الاتفاق مع إيران
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

•الاتفاقات التي  توصل إليها بالأمس الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تفصيلية بصورة تثير الدهشة، إذ لم يكن منتظراً التوصل إلى تفاهمات جذرية إلى هذا الحد إلى أن أُطلعنا عليها. لكن على الرغم من الارتياح الذي عبّر عنه الأميركيون والدول العظمى الأخرى، فإن الاختبار الحقيقي سيكون الاتفاق النهائي المفصل الذي من المنتظرالانتهاء من صياغته حتى تاريخ 30 حزيران/يونيو.

•ومن أهم الأسئلة المطروحة: هل خلال تطبيق الاتفاق سيجري تمييع بنوده وتحويلها إلى حبر على ورق؟ سؤال آخر، ألن تجد إيران سبلاً مبتكرة للخداع والاحتيال كما فعلت سابقاً؟ إذا جرى تطبيق الرقابة كما عُرضت أمامنا، فسيكون من الصعب جداً اللجوء إلى الخداع.

ماذا ربح الإيرانيون وماذا خسروا؟

•على افتراض أن إطار التفاهمات الذي عُرض بالأمس سيتحول إلى اتفاق شامل يتضمن ملاحق تقنية، فإنه حتى إسرائيل تستطيع أن تتعايش معه. وكما قال الرئيس أوباما فالاتفاق يغلق الطريق لمدة 10 أعوام أمام إمكانية إنتاج الإيرانيين ما يكفي من المواد المخصبة لإنتاج قنبلة نووية واحدة. وإذا قرر الإيرانيون خرق الاتفاق فسيحتاجون إلى سنة من أجل الحصول على المواد المخصبة المطلوبة من أجل جهاز تفجير نووي واحد.

•لقد كان من الصعب تحقيق هذه النتيجة الجيدة حتى لو هاجمت إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى عسكرياً منشآت إيران النووية، إذ أنه حتى لو نجح الهجوم العسكري، فإنه كان سيؤخر البرنامج العسكري لأقل من 10 أعوام.

•الربح الذي سيحققه الإيرانيون من جراء رفع العقوبات سيكون كبيراً. لكن السؤال هل سيقوم الكونغرس بكبح هذه الخطوة، وكيف سيدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ. لم يُذكر في التفاهمات وتيرة رفع العقوبات، ومن المتوقع أن يكون هذا موضوع مساومة أساسياً خلال المفاوضات.

•على الرغم من ذلك، من الصعب تجاهل الثغرات. فعلى سبيل المثال من غير الواضح ماذا سيجري بعد 10 أعوام. وليس أكيداً على الاطلاق أن يستطيع الأميركيون والأمم المتحدة والأوروبيون إعادة العقوبات الى ما كانت عليه إذا خرقت إيران الاتفاق وأسرعت نحو القنبلة.

•ثمة مسألة إشكالية أخرى هي أجهزة الطرد المركزي المتطورة القادرة على تخصيب اليوارنيوم بسرعة تفوق 20 مرة الأجهزة من الطراز الأول. هناك قيود مفروضة لمدة 10 سنوات على استخدام الأجهزة الحديثة، لكن ماذا سيحدث بعدها؟ فبحسب الاتفاق سيسمح للإيرانيين بالقيام بأبحاث وتطوير وإنتاج فيما يتعلق بالأجهزة المتطورة خلال تلك الفترة. إن هذا الموضوع من بين التقصيرات الخطرة، وهو ثغرة يجب إغلاقها في الاتفاق النهائي.

كما أن مسألة منشأة فوردو اشكالية جداً. فقد جاء في الاتفاق أنه لن تجري عمليات تخصيب في هذه المنشأة الموجودة على عمق 80 متراً تحت الصخر. وذُكر فقط أنها ستُخصص للتطوير والبحث في مجال الفيزياء الذرية، وهذا مصطلح غامض. كما أوضح وزير الخارجية الإيراني أن آلاف أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو لن يجري تفكيكها. ومعنى ذلك أن هذه الأجهزة ستكون جاهزة وصالحة إذا قرر الإيرانيون أنه حان الوقت لتخصيب اليوارنيوم بأقصى سرعة، ويشمل هذا 2000  جهاز طرد مركزي على الأقل من طراز حديث.

•وما تجدر الإشارة إليه أن اتفاق التفاهمات لا يتناول أبداً تطوير الصواريخ البالستية وصواريخ إيران البحرية البعيدة المدى القادرة على حمل رأس نووي. ولا يمكن لإسرائيل أبداً أن تكون مطمئنة ما دام هذا الأمر لم يعالج ويوضع تحت رقابة خاصة.

•لكن على الرغم من ذلك، فالرقابة التي نجحت الدول العظمى في فرضها على إيران بشأن موضوع التخصيب مثيرة للإعجاب، وستطبق لمدة لا تقل عن عقد من الزمن. قد تحدث عمليات صعود وهبوط، لكن حتى إسرائيل ستضطر إلى الاعتراف بأن هذه الصفقة أفضل مما توقعت.

•مما لا شك فيه أن في انتظار الرئيس أوباما الكثير من العمل من أجل تسويق الاتفاق، ليس للكونغرس ولإسرائيل فقط، بل أيضاً لحلفائه الآخرين في الشرق الأوسط. لقد حاول أوباما استباق رد الفعل، فوعد بالاتصال هاتفياً برئيس الحكومة نتنياهو، وأرسل طاقماً من مجلس الأمن القومي للتحادث معه، وتعهد بتقديم مساعدة أمنية كبيرة. وهو يقترح التصالح مع نتنياهو والتعاون معه من أجل بلورة الاتفاق النهائي خلال الأشهر الثلاثة القريبة. يجب على حكومة إسرائيل تلقف هذا العرض بيديها الاثنتين.