اتفاق الإطار مع إيران ليس سيئاً بصورة عامة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•الإعلان الدراماتيكي بالأمس عن اتفاق إطار بين إيران والدول العظمى فاجأ تقريباً جميع الذين كانوا خارج غرف المفاوضات المغلقة في فندق "بوريفاج" في لوزان. ومن بين الذين فوجئوا الصحافيون الذين انتظروا بكثير من الشك طوال ثمانية أيام نتائج المحادثات، وكذلك العديد من الأطراف، وبينهم أطراف في إسرائيل، هاجموا بشراسة الصفقة في الأشهر الأخيرة.

•لكن على عكس خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، والخط العلني لحكومة إسرائيل في العامين الأخيرين وردة الفعل التلقائية للقدس أمس، فإن الاتفاق ليس سيئاً على الإطلاق. وعندما نتعمق في التفاصيل نرى في الاتفاق نقاطاً إيجابية كثيرة تخدم مصلحة إسرائيل الأمنية وتقدم رداً على قلق القدس.

•إن الإنجازات التي حققتها إيران هي بالأساس من ناحية ما تستطيع قوله، فحقوقها كما تراها قد احترمتها الدول العظمى، وتستطيع إيران أن تعلن أن منشآتها النووية لن تُغلق، وأن تخصيب اليورانيوم سيستمر، وأن العقوبات المهينة المفروضة عليها سترفع. في المقابل، حققت الدول العظمى إنجازات كثيرة تتعلق بالأمور العملية.

•يفرض اتفاق الإطار قيوداً كثيرة على برنامج إيران النووي على امتداد جيل. أما ادعاء حكومة إسرائيل أن إيران ستحظى طيلة عقد من الزمن بالتطبيع الكامل لبرنامجها النووي في نظر العالم، وتستطيع خلاله أن تفعل ما تشاء، فقد اتضح أنه كلام فارغ.

•صحيح أن القيود على عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستطيع إيران بواسطتها تخصيب اليورانيوم ستتلاشى خلال عشرة أعوام فقط من بداية تطبيق الاتفاق، وكان من الأفضل لو أن هذه الفترة الزمنية كانت أطول، لكن طيلة 15 عاماً لن يسمح لإيران بتخصيب اليوارنيوم على درجة أعلى من 3,5% التي لا يمكن بواسطتها إنتاج سلاح نووي. والحد الأقصى الذي في استطاعة الإيرانيين أن يفعلوه بهذا اليورانيوم هو استخدامه للحاجات المدنية، أو تخزينه في المخازن وتركه يتراكم عليه الغبار.

•كما أن آلية الرقابة الصارمة والاختراقية المحددة في اتفاق الإطار والتي سيجري تفصيلها أكثر في الاتفاق الشامل، ستسمح لمراقبي الوكالة الدولة لطاقة النووية بالدخول إلى جميع منشآت إيران النووية وإلى مناجم اليورانيوم ومخازن قطع الغيار لمدة ترواح بين 20 و25 عاماً.

•ثمة أمر إيجابي آخر تضمنه الاتفاق هو موافقة إيران على المصادقة على البروتوكول الملحق بمعاهدة منع انتشار السلاح النووي وعلى تطبيقه، وهو يسمح لمراقبي وكالة الطاقة الدولية بزيارات مفاجئة لأي منشأة يُشتبه بأنها تقوم بنشاطات نووية ممنوعة. ومعنى ذلك أنه سيكون من الصعب جداً على إيران البدء ببرنامج سري، وإذا حاولت ذلك فإن احتمالات اكتشافه كبيرة. وإذا حاولت إيران خداع المراقبين أو تقييد عملهم، فإن ذلك سيشكل خرقاً خطيراً للاتفاق ويؤدي إلى نتائج مثل عودة العقوبات الدولية.

•يتضمن الاتفاق أيضاً بنوداً ليست مريحة بالنسبة لإسرائيل، مثل البنود المتعلقة بمجال الأبحاث وبتطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، أو في مجال رفع العقوبات الاقتصادية أو عقوبات مجلس الأمن. لكن هذه ليست البنود الأكثر أهمية في الاتفاق، وبالتأكيد ليست مما لا يمكن إيجاد حلول لها في الحوار الحميم والسري والرصين مع الإدارة الأميركية.

•سيكون من الصعب محاربة هذا الاتفاق أو تسويقه بوصفه اتفاقاً سيئاً. أحد الأسباب لذلك هو أنه من الواضح لكل من يقرأ تفاصيل الاتفاق أنه إذا طبقته إيران كما تقول، فإن خطر القنبلة النووية الإيرانية سيصبح أقل أهمية خلال العقدين القادمين على الأقل. 

 

•ثمة أمر واضح آخر هو أن هجوماً عسكرياً حاول نتنياهو التشجيع على القيام به لن يستطيع أن يحقق الإنجازات التي حققها اتفاق الإطار. وثمة شك في أن نتنياهو الذي نجح في تجنيد الكونغرس ضد الاتفاق، يستطيع اليوم أن يجد 13 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ يصوتون ضد أوباما