•ليس هناك مفاوضات ائتلافية سهلة، فهي تتضمن تنازلات بعضها مبدئي وبعضها الآخر شخصي، وخيبات أمل و"زعل وحرد". وليس من المفاجئ أبداً أن تستمر النقاشات بشأن تشكيل حكومة نتنياهو الرابعة وقتاً أطول مما بدت عليه الأمور صباح اليوم التالي للانتخابات. في هذه الأيام يُطرح خيار حكومة الوحدة من أجل كبح مطالب الأحزاب الصغيرة وتهديدها بأنها إذا طالبت بالكثير فإنها ستنتهي بعدم الحصول على أي شيء وستجد نفسها خارج الحكومة. لكن لا قيمة لهذا التهديد إذا كان تهديداً فارغاً، ولا سيما في ضوء ما قاله رئيس الحكومة نتنياهو عشية الانتخابات بأن الثغرة التي تفصل بين الليكود والمعسكر الصهيوني كبيرة إلى درجة لا تسمح بقيام حكومة مشتركة.
•كي يكون التهديد حقيقياً يجب أن يكون وراءه استعداد لتحقيقه، وعلى الرغم من أنه لا توجد حتى الآن اتصالات رفيعة المستوى بين أطراف في الليكود وفي حزب العمل، فإن موضوع حكومة الوحدة عاد إلى الساحة من جديد، على أن نواتها مؤلفة من الليكود والعمل وحزب كحلون "كلنا".
•بالنسبة إلى نتنياهو ثمة حسنات غير قليلة لحكومة من هذا النوع، إذ يمكن تعيين وزرائها انطلاقاً من مبدأ وزير عن كل أربعة مقاعد، وهكذا سيبقى مكان لأحزاب يمكن أن تنضم في ما بعد، والأهم أنه سيكون هنك طرف في الحكومة يستطيع أن يشرح سياستها للعالم، ويمنع خطوات لا ترغب إسرائيل بها. لقد كرر نتنياهو مرات كثيرة أن خطأه الأكبر سنة 1996 كان قرار عدم تشكيل حكومة مع حزب العمل آنذاك، ومن المحتمل أن رأيه في هذا الشأن لم يتغير.
•إن DNA حزب العمل DNA حزب حاكم، وبوصفي كنت أنتمي سنوات طويلة إلى المعارضين للحكومات المشتركة مع الليكود، فإني أستطيع القول إنني كنت أجد نفسي دائماً بين الأقلية عندما يصل الموضوع إلى القرار. بناء على ذلك، إذا طرح هذا الاقتراح، وإذا قرر يتسحاق هيرتسوغ طرحه على أعضاء اللجنة المركزية، فإنه سيحظى بالأغلبية، حتى مع وجود أعضاء كنيست يعارضونه بشدة ويهددون حتى بالاستقالة.
•عندما تُستنفد محاولة تأليف حكومة يمين ضيقة، ويحصل توجه نحو حزب "العمل"، يتعين على هذا الأخير أن يتجنب إغراء الانشغال بالحقائب الوزارية (هو لا يستطيع أن يسمح لنفسه بعدم المطالبة بحقيبتي الدفاع والإسكان)، قبل الاتفاق على المبادئ على الصعيد السياسي، حيث توجد سلسلة طويلة من الموضوعات المتعلقة بتقديم تسهيلات فورية للفلسطينيين، وبضعة موضوعات تخرج عن المدى القصير.
•ويتعين على حزب العمل التوصل إلى اتفاق مع الليكود بشأن تقليص كبير للبناء في ما وراء الخط الأخضر، وبشأن استعداد إسرائيل للبدء فوراً في مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة محمود عباس، وعلى تطبيق المرحلة الثانية من "خطة الطريق" أي دولة فلسطينية ضمن حدود موقتة مقابل تعهد الفلسطينيين بوقف أي خطوة سياسية أحادية. ليس هذا حلم معسكر السلام في إسرائيل لكنه قد يبرر انضمام العمل إلى الحكومة. وليس هذا مستحيلاً من جانب الليكود الذي سبق أن جمّد البناء في المستوطنات جزئياً وتبنى في حينه "خارطة الطريق".