•ساعة الصفر الأصلية التي حُددت لإنهاء المفاوضات النووية في لوزان قد انقضت، أطلق خبراء إسرائيليون تنبؤات قاتمة تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط إذا جرى توقيع الاتفاق، محذرين من انعكاساته على إسرائيل وعلى العالم كله، وموجهين انتقاداتهم إلى سلوك رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما خلال المفاوضات المستمرة بين إيران والدول الست الكبرى.
•رئيس مجلس الأمن القومي السابق والمستشار السابق لرئيس الحكومة، اللواء (احتياط) يعقوب عميدرور قال إن الاتفاق الآخذ في التبلور بين الولايات المتحدة والدول الكبرى وإيران يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم كما تشاء، وأضاف: "يعتقد الأميركيون أنهم قادرون على إنشاء آلية رقابة تسمح لهم بالكشف عن تخصيب الإيرانيين كميات أكبر من المسموح لهم به من اليورانيوم. لكن تجربة الماضي في هذا المجال تدل على أنه لا يمكن دائماً النجاح في الكشف عن تخصيب كميات أكبر من المسموح به من اليورانيوم. وحتى إذا نجحوا في ذلك، فإن تجربة الماضي لا تدل على أن الدول الكبرى ستتحرك وتهاجم إيران حتى لو خرقت الاتفاق." وهو يرى أن "الخيار المطروح الآن أمام إسرائيل ليس سهلاً ولا بسيطاً، فهي أمام خيار تجاهل الاتفاق مع الدول الكبرى والعمل ضده وضد برنامج إيران النووي. كما تستطيع قبول الاتفاق والقبول بواقع تحول إيران دولة نووية مع كل ما يستتبعه ذلك على الشرق الأوسط. وسواء اختارت هذا أم ذاك، فإن القطار انطلق اليوم من المحطة بموافقة الدول الكبرى."
•ورداً على سؤال بشأن كيف توافق روسيا على أن تصبح دولة متاخمة لها دولة نووية، أجاب عميدرور: "في الواقع بوتين ليس راضياً عن الوضع، لكن يجب أن نفهم أن روسيا لن تكون أكثر تشدداً من الولايات المتحدة. لذا، ففي اللحظة التي تتوصل فيها الولايات المتحدة إلى اتفاق، فإن بوتين سيقبل به ولن يقف ضده."
•رئيس مركز الأمن القومي في الشرق الأوسط في جامعة حيفا دان شيفتان انتقد سياسة رئيس الولايات المتحدة حيال المفاوضات وقال: "عملياً، وافق الرئيس أوباما على أن تكون إيران دولة على عتبة النووي، وكل ما يريده هو أن تصنع إيران قنبلتها النووية الأولى بعد انتهاء ولايته. ومعنى هذا هزيمة غير مسبوقة للسياسة الأميركية. لقد تخلى أوباما عن العالم، وهذا ضرر تاريخي لم يسبق له مثيل. هذا هو إرث أوباما."
•وأضاف شيفتان: "الذي سيجري هو أن السعودية ستشتري سلاحاً نووياً من باكستان حيث أنها حالياً تموّل برنامجها النووي، أما مصر وتركيا فسيقومان كذلك بصنع سلاح نووي. وبذلك تتحول المنطقة الأقل استقراراً في العالم إلى منطقة نووية. وستحصل جميع دول المنطقة على هذا السلاح من كوريا الشمالية أو من إيران نفسها. وهذا فشل مطلق لأوباما، وعدم مسؤولية من الطراز الأول." وأضاف: "ما يجري هو بمثابة تخل أميركي عن زعامة العالم.. فرنسا مثلاً فهمت جيداً ما يجري وحاولت وقفه. لكن أوباما غير كفوء وضعيف وكيري بصورة عامة وزير خارجية هوائي ولا يفقه شيئاً. في طهران يفهمون ذلك ويضحكون على الأميركيين طول الوقت. كما تفهم الدول السنية في المنطقة ذلك وقد فقدت ثقتها الكاملة بالولايات المتحدة. وبهذه الطريقة سينشأ محيط نووي بأكمله، وسيكون لذلك نتائج غير مسبوقة."
•وتطرق البرفسور أمتسيا برعام، خبير في شؤون الشرق الأوسط ورئيس مركز أبحاث العراق في جامعة حيفا إلى الاتفاق، فقال: "ان الاتفاق الذي جرى التوصل إليه نكتة، وهو يؤجل تسلح إيران فقط خمس أو عشر سنوات إذا التزم الإيرانيون به." وتابع: "تتجاهل الولايات المتحدة الجوانب الأخرى للسلاح النووي مثل صواريخ إيران البالستية التي يصل مداها اليوم إلى 3000 كيلومتر وتغطي أكثر عواصم أوروبا. ومن الطبيعي أن يواصل الإيرانيون تطوير هذه الصواريخ بوتيرة سريعة لأن أحداً لا يمنعهم من القيام بذلك. وخلال عقد من الزمن ستهدد هذه الصواريخ الولايات المتحدة نفسها. من المدهش أن تتخلى أميركا عن هذه الأمور المبدئية وتتنازل للإيرانيين وتوافق على بقاء 6000 إلى 6500 جهاز طرد مركزي. وهذه الكمية من الأجهزة تكفي للاندفاع إلى الأمام دفعة واحدة."
•وفي رأي البروفسور برعام أنه بالوتيرة الحالية من المحتمل أن تصل إيران إلى العتبة النووية خلال بضع سنوات أو خلال عقد كحد أقصى.
•ورداَ على سؤال كيف تنظر دولة إسرائيل إلى الاتفاق قال: "هناك ثلاث وجهات نظر في هذا المجال. الأولى تقول إنه عندما يصبح لدى الإيرانيين كميات كافية من السلاح، فإنهم سيستخدمونه ضد إسرائيل ولو بثمن تدمير إيران لأنهم غير عقلانيين ويؤمنون بالمهدي المنتظر الذي سيدافع عن إيران. لكنني لا أوافق على وجهة النظر هذه ، كما لا أوافق على وجهة النظر التي تقول إن إيران سترتدع بسبب الخطر النووي وستكون عاقلة. وفي رأيي ستواصل إيران مغامراتها العسكرية وعملياتها الرامية إلى زعزعة الأنظمة في الشرق الأوسط".