•في شباط/ فبراير 1983 كتب رئيسان أميركيان سابقان هما جيمي كارتر وجيرالد فورد مقالاً مشتركاً في وسائل الإعلام الأميركية أكدا في سياقه أن على إسرائيل وقف الاستيطان في المناطق [المحتلة]، وشددا على أن إسرائيل عقبة أساسية أمام أي مبادرة عربية معتدلة.
•منذ ذلك الوقت كتب كارتر أموراً أكثر سوءاً عن إسرائيل، لكن فورد اكتفى بذلك المقال حتى رحيله. وقد تذكرتهما وتذكرت مقالهما هذا الأسبوع خلال محادثة مع أحد الأميركيين المؤيدين لإسرائيل في الطريق من فيلادلفيا إلى أتلانتا. وخلال هذه المحادثة سألني الأميركي بصورة مستفزة "من قال إن الوضع سيكون أفضل بعد سنتين؟".
•لا شك في أن هذا السؤال حاد ومهم فيما يتعلق بعلاقات إسرائيل والولايات المتحدة التي تشهد حالياً مزيداً من التدهور. ويتعين علينا أن نزيده حدّة ونسأل: "من قال إنه بعد انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما سيأتي رئيس أكثر تأييداً لإسرائيل؟".
• لقد مر أكثر من أسبوع على انتخاب بنيامين نتنياهو لرئاسة حكومة إسرائيل وما يزال من الصعب على إدارة أوباما أن تستفيق من هول الصدمة. وما يبدو إلى الآن أن رجال أوباما اختاروا تصديق ما يعتقدون أن نتنياهو يعتقد به، وعدم تصديق ما يقول نتنياهو إنه يفكر به. وهذا بالطبع من حقهم. وهناك إسرائيليون يعاملون أوباما بطريقة شبيهة، فالرئيس يقول إنه صديق إسرائيل ويدعمها لكنهم لا يصدقونه.
•ما يمكن استنتاجه من هذا أنه تنتظرنا سنتان قاسيتان إلى أن ينهي أوباما ولايته وينفصل عن نتنياهو ربما من دون إلقاء تحية الوداع. لكن محادثي الأميركي سأل: لماذا سنتين فقط؟ من الذي تعهد لإسرائيل وهمس في أذن نتنياهو أنه بعد أوباما سيأتي رئيس أكثر تفهماً ووداً؟.
•من السهل التفكير أن أوباما رئيس شاذ وأن من المؤكد أن نرجع بعده إلى العهد المألوف الجيد للرؤساء الذين سبقوه ولا سيما عهد الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش الابن. ومن المريح الاعتقاد أن الأمور ستكون أسهل لإسرائيل. من السهل الاعتقاد على هذا النحو لأن عكس ذلك أمر مقلق. مع هذا لا بُد من التساؤل: ربما المشكلة ليست كامنة في العلاقة الباردة لأوباما وإنما في أميركا نفسها؟. وهل من الجائز أن كلينتون وبوش ميزا نهاية عهد وأن أوباما يميز عهداً جديداً تتسم فيه العلاقات الإسرائيلية- الأميركية بنمط المواجهة؟.
•إن هيلاري كلينتون هي المرشحة الأكثر حظاً لانتخابات الرئاسة الأميركية القريبة عن الحزب الديمقراطي، ومن المشكوك فيه أن تكون مؤيدة كبيرة لنتنياهو. في المقابل فإن جيف بوش هو المرشح الأكثر حظاً لانتخابات الرئاسة هذه عن الحزب الجمهوري. في هذا الأسبوع اضطر بوش إلى إصدار بيان يوضح فيه أنه لا يوافق على ما قاله جيمس بيكر (وزير الخارجية الأميركي في إدارة جورج بوش الأب) عن نتنياهو. وقد تحدث بيكر في مؤتمر المنظمة اليهودية اليسارية "جي ستريت" وأدلى بأقوال شبيهة جداً بتلك التي أدلى بها أوباما. إن بيكر هو مستشار المرشح بوش، وبالتالي فإن هذا الأخير أعلن على رؤوس الأشهاد أنه يخالف مستشاره في هذا الشأن. لكن هل هو حقاً يختلف معه أو أنه ببساطة يفهم أنه بسبب الحملة الانتخابية في الحزب الجمهوري فليس هذا هو الوقت الملائم للحديث بهذه الصورة عن إسرائيل؟.
•بكلمات أخرى: من قال إنه تنتظرنا سنتان قاسيتان فقط؟. ومثلما أنه بعد فورد جاء كارتر يمكن أن يأتي بعد أوباما رئيس يكتب معه في يوم ما مقالاً مشتركاً ضد سياسة إسرائيل.