انتخابات اليوم استفتاء عام حول بنيامين نتنياهو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•انتخابات 2015 هي استفتاء عام بشأن بنيامين نتنياهو. فهل هذا الرجل الذي قادنا خلال الأعوام الستة الأخيرة نحو الحائط المسدود، سيواصل قيادتنا؟ وهل الزعيم الذي لم يعرف كيف يمنحنا رؤيا سيواصل تزعمه لنا؟ وهل رئيس الحكومة الذي فشل في مواجهة إيران وفلسطين وفي مواجهة الثغرات الاجتماعية والعيوب الديمقراطية، سيظل رئيساً لحكومتنا؟ منذ عشرين عاماً ونتنياهو يقف في مركز حياتنا، واليوم حانت لحظة الحقيقة، فهل سنواصل طريقنا مع نتنياهو مرة أخرى، أم سنأخذ مصيرنا بأيدينا ونسير في طريق جديدة؟ 

•انتخابات 2015 هي استفتاء عام على الأمل. في السنوات الست الأخيرة كانت السياسة الوطنية في إسرائيل تقوم كلها على الخوف. نحن نعيش في دولة عظيمة القوة ومزدهرة، لكن الشخص الذي يقف على رأسها لا يتوقف عن الحديث عن المخاطر المحدقة بنا. إن المخاطر موجودة فعلاً بدءاً من إيران النووية والفوضى العربية والتطرف الفلسطيني. لكن هذه المخاطر يجب مواجهتها ونحن قادرون على ذلك. ولا يمكن بناء أمة من خلال الترهيب المستمر للمجتمع. لذا وبعد سنوات من الشلل، جاء يوم الحقيقة، فهل سنترك الخوف يحكمنا أم نختار الأمل؟

•انتخابات 2015 هي استفتاء على الصهيونية. في العقود الأخيرة تقدم المشروع ما بعد الصهيوني للاستيطان ونجح في السيطرة على المشروع الصهيوني. واستطاعت غوش إيمونيم [حركة استيطانية تابعة للتيار الديني القومي] أن تغرق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بمئات الآلاف من المستوطنين، كما نجحت في السيطرة على الليكود، وفي إنشاء حزب البيت اليهودي وإقامة تحالف أخوي مع حزب يوجد مستقبل.

•ونتيجة لذلك، فإن احتمالات تقسيم أرض [فلسطين] إسرائيل آخذة في الابتعاد، والدولة اليهودية الديمقراطية تواجه خطراً وجودياً. وبعد سنوات طويلة من الحماقة جاء يوم الحقيقة، فهل ننقذ الصهيونية في اللحظة الأخيرة أم نتركها تندثر وتضيع؟

•العامان المظلمان لحكومة نتنياهو - لبيد - بينت خلفتا شعوراً عميقاً باليأس ومزيجاً من التطرف والسخرية لا يحتمل. في بعض الأحيان بدا أن إسرائيل فعلاً فقدت طريقها وصورتها. لكن خلال معركة الانتخابات المفاجئة هذه برز أمل ضئيل. فأفيغدور ليبرمان الذي حاول دفع الأقلية العربية إلى خارج حدود الجدار وجد نفسه محشوراً على حدوده. ومحاولات نفتالي بينت تصوير نفسه مرشحاً لإسرائيل كلها، انهارت بسبب كراهية حزبه للمثليين. لقد تعالى يتسحاق هيرتسوغ وتسيبي ليفني على نفسيهما وعقدا تحالفاً شكل بديلاً في مواجهة حكم اليمين. وبعد أن بدا أن  الأمل مفقود تماماً، برز فجأة احتمال حقيقي للتغيير.

•لكن هذا الاحتمال الآن في خطر. فالفارق بين المعسكر الصهيوني والليكود الذي يجب أن يكون حاسماً، ما يزال غير مضمون. ونجح يائير لبيد في تضليل الجميع وإخفاء حقيقة أن كل تصويت له هو تصويت لبيبي. لذا، فإن يوم غد سيكون يوماً دراماتيكياً لا مثيل له، فمن جهة هناك الأمل، ومن جهة ثانية هناك الظلام؛ في جهة هناك يتسحاق هيرتسوغ، وفي الجهة الثانية هناك استمرار سلطة الخوف لبنيامين نتنياهو واليمين والمستوطنين.

 

•لا تقولوا لم نكن نعرف. كل مواطن إسرائيلي يصوت لأحد الأحزاب الانتهازية، فإنه يكون قد صوت للبقاء في النفق المسدود. وكل مواطنة إسرائيلية تعطي صوتها إلى هيئة سياسية انتهازية، فإنها تكون أعطت صوتها لاستمرار التخبط في وحل اليأس. في الاستفتاء العام الذي يجري اليوم لا وجود لطريق ثالث، فإما معسكر صهيوني أو خسارة صهيونية. والخيار بين أيديكم.