نتنياهو يصرّ على تدمير العلاقات مع الولايات المتحدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•استفادت إسرائيل خلال ثلاثة عقود ونصف منذ توقيع معاهدة السلام مع مصر، من تعاون استراتيجي أمني فضلاً عن تعاون دبلوماسي واقتصادي مع الولايات المتحدة الأميركية. لكن هذا الترتيب المهم الذي انتظمت أموره مع معرفة كل طرف دوره في المعادلة، معرض جدياً للتعطيل من جراء أفعال نتنياهو. ويبدو أن رئيس الوزراء، لاعتبارات انتخابية بشكل أساسي، مصمّم على أن يكون بمثابة كرة تدمير. وعشية الانتخابات في إسرائيل، يصرّ نتنياهو على إلحاق الأذى بأهم علاقات إسرائيل. إن قبضته على السلطة آخذة في الضعف، ولذلك هو يتصرف كشخص ليس لديه ما يخسره.

•بدل احترام الرئيس الأميركي والامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية وفي سياسته الخارجية، يصرّ نتنياهو على إحراجه في عقر داره، وسوف يتحداه داخل قبة الكابيتول [مقر السلطة التشريعية الأميركية]، ويحث خصومه السياسيين على تعطيل مفاوضاته مع إيران، فقط من أجل أن يصوّر نفسه "منقذاً للأمة" في بلده، وأن يرضي سيّده الملياردير الأميركي شيلدون أديلسون، المؤيد بشدة لكل من نتنياهو والجمهوريين.

•سُمعت تحذيرات منذ اللحظة التي "طبخ" فيها رئيس مجلس النواب الأميركي جون بوهنر بالتعاون مع نتنياهو وسفيره إلى واشنطن رون ديرمير، أمر الخطاب المعادي لأوباما أمام الكونغرس، وتتبين صحة هذه التحذيرات مع مرور كل يوم. ولا يمكن أن تكون تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس أكثر وضوحاً بشأن وقاحة نتنياهو وأثرها التدميري، سواء بالنسبة لجوهر المسألة الإيرانية، أو بالنسبة لزيادة حدة خلافات أميركا السياسية الداخلية بين الجمهوريين والديمقراطيين. 

•فلو كان نتنياهو قائداً مسؤولاً، لما انخفض إلى هذا الدرك ودخل في مواجهة مباشرة مع رئيس الولايات المتحدة، بل كان بالتأكيد سعى لتحالف مصالح متين مع أوباما مبني على تفاهمات متبادلة. عندئذ وبالتأكيد، كان سيكون في استطاعته ممارسة تأثير في المفاوضات مع إيران، في حين لا يُتوقع أن يكون لخطابه أي تأثير على الإطلاق، في ما عدا تدمير علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة.

•هذا القرار المعيب الذي هو بمثابة الثقة التي وضعها الجمهور فيه بصفته قائداً سياسياً ورجل دولة، يؤكد الحاجة إلى انتخاب رئيس حكومة آخر. وستكون واحدة من أولى مهمات رئيس الحكومة الجديد، إصلاح ما دمّره نتنياهو. 

 

 

 

المزيد ضمن العدد 2081