من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•إن الإسرائيليين في معظمهم محقّون في قناعاتهم بأن التهديد الوجودي الحقيقي المحدق بهم هو ارتفاع تكاليف السكن، وبأن دولة لا يستطيع شبابها شراء شقة سكنية محترمة هي دولة أعلنت إفلاسها.
•والسؤال الحقيقي ليس من من يستحق اللوم أكثر من غيره – رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أم سلفه إيهود أولمرت؟ وزير المال السابق يائير لبيد أم وزير الإسكان والبناء أوري أريئيل؟
•السؤال الحقيقي هو لماذا على امتداد عقد من الزمن تقريباً فشلت الحكومة في التغلب على مشكلة أساسية يعي الجميع أهميتها وتمسّ الكل. السؤال الحقيقي هو لماذا أخفقت إسرائيل الراهنة، الغنية والراضية عن ذاتها، بينما نجحت إسرائيل خمسينيات القرن الماضي، النحيلة والجائعة- في بناء مئات آلاف المنازل لشعبها.
•على خلاف تقرير مراقب الدولة ما قبل الأخير، فإن التقرير الأخير [لمراقب الدولة] مهم جداً ويعالج مسألة بالغة الأهمية. وعلى الحكومة الجديدة التي ستتمخض عنها الانتخابات المقبلة أن تبادر إلى طرح برنامج وطني شامل يعالج تحدّي أزمة الإسكان في البلاد.
•إن نتنياهو هو مقتنع، عن حق، بأن برنامج إيران النووي هو التهديد الأساسي المحدق بإسرائيل، وكان أحد أوائل الذين أدركوا أن إيران نووية ستُلقي ظلاً عملاقاً على مستقبل إسرائيل. وتبعاً لذلك، وضع هذه المسألة على رأس الأجندة الأمنية والدولية. وأصبح للخيار العسكري الذي روّج له نجاح سياسي لافت فرض على الغرب اتخاذ موقف حازم من إيران خلال سنتي 2011 و2012.
•لكن بعد ستة أعوام من تولّي ابن بنتسيون نتنياهو رئاسة الحكومة للمرة الثانية، فإن النتيجة الأخيرة هي الفشل. ولأن نتنياهو لم يكن مرناً حول المسألة الفلسطينية، ولأنه تسبب بتأكل شرعية إسرائيل الدولية، لم يعد العالم يصغي إلى رسالته الصادقة بشأن المسألة الإيرانية.
•ولأن نتنياهو عمل ضد الإدارة الأميركية عوضاً عن أن يعمل معها، مالت الإدارة الأميركية نحو طهران وضد القدس. إسرائيل، وليس طهران، هي التي عُزلت. وسبب كون نتنياهو على وشك إلقاء خطاب لامع ويائس في الكونغرس الأميركي، إدراكه أنه خسر اللعبة. فعندما تكون القوة الكبرى الشيعية، وهي دولة عتبة نووية، موضع تودّد الرئيس الأميركي، يغدو التهديد الإيراني أكثر وضوحاً وحضوراً وترويعاً من أي وقت مضى.
•تواجه إسرائيل اليوم تهديداً وجودياً جديداً لا يوليه الجمهور الإسرائيلي أو رئيس الوزراء اهتماماً كبيراً. فقد حرصت الصهيونية دائماً على تنمية تحالف وثيق مع قوة كبرى [واحدة على الأقل]: في البداية بريطانيا، ثم فرنسا، فالولايات المتحدة الأميركية. وفي الوقت ذاته، سعت الصهيونية إلى أن تتماهى مع القوى التقدمية في العالم، التي تؤمن بالديمقراطية، والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. وهذان المبدآن للسياسة الصهيونية مكّنا إسرائيل من أن تنهض، وترسخ وجودها وتزدهر.
•لكن هذين المبدأين تعرّضا للتأكل في السنوات الأخيرة. وأصبحت إسرائيل نتنياهو ونفتالي بينت اليمينية لعبةً في أيدي أعدائنا، وأخذت تقوّض جوهر وجودنا، ألا وهو التحالف مع الغرب. وما لم يطرأ تحوّل دراماتيكي في السياسة الخارجية قريباً، فقد نجد أقرب أصدقائنا يديرون ظهورهم لنا. كلا، لن يحدث تسونامي دبلوماسي، وبدلاً من ذلك ستتعرض سفينة الدولة الإسرائيلية بالتدرج وباستمرار لأمواج عاتية من شأنها إغراقها ببطء.
•إن حركة "أي شخص ما عدا نتنياهو" [شعار رفعه يائير لبيد] تفعل كل شيء ممكن من أجل الاستفادة من تقرير مراقب الدولة وتسليط الضوء على التهديد الوجودي المحلي. في حين تفعل حركة "فقط نتنياهو" كل شيء ممكن من أجل الاستفادة من خطاب نتنياهو المقرر في الكونغرس، وتسليط الضوء على التهديد الوجودي الذي تشكله إيران.
•آن الأوان لأن يفتح الإسرائيليون أعينهم ويروا التهديد الوجودي الجديد الشبيه بجبل جليد شاهق. لن يكون لنا مستقبل في هذه المنطقة ما لم نستعد على الفور تحالفنا الأخلاقي والاستراتيجي مع العالم الحر.