الاتفاق مع إيران سيؤدي إلى شطب ديونها الأخلاقية لإسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•على أعتاب تحوّل إيران إلى دولة حافة نووية، يتركز أغلب الجدل العام حول الاتفاق النهائي الآخذ في التبلور بينها وبين الدول الست الكبرى والذي يتضمن العديد من الأمور التقنية والتكنولوجية مثل عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لنظام آيات الله تشغيلها ومدى قدرة هذه الأجهزة على تخصيب اليورانيوم. وعلى الرغم من أهمية هذه الموضوعات الجوهرية التي تثير القلق وتُظهر حقيقة أن المجتمع الدولي (بزعامة الولايات المتحدة من الناحية الاسمية فقط) سلم عملياً بتحول إيران إلى دولة ذات خيار نووي، فما يزال تحت الرادار عدد لا بأس به ومهم من الموضوعات المتعلقة بالموقع الجديد لطهران في النظام العالمي القائم، والذي من شأنه أن يعطيها مكانة شرعية في الأسرة الدولية.

•لا شك في أن الاتفاق النهائي من شأنه منح إيران تذكرة دخول جديدة إلى ساحة العرض المركزية في الحلبة الدولية من غير أن تكون مضطرة إلى الاستجابة للحد الأدنى من شروط هذا الدخول، عدا الشروط المتعلقة بالسياق النووي. بكلمات أخرى، فإن توقيع الاتفاق النووي سيجر وراءه انهياراً لا يمكن منعه لنظام العقوبات الاقتصادية واندماجاً سريعاً لإيران كلاعبة متساوية الحقوق في النظام الاقتصادي والمالي والاستراتيجي، الأمر الذي من شأنه أن يشكل ضوءاً أخضر بالنسبة للحرس الثوري للاستمرار في نشاطاته الإرهابية المتشعبة بوحي من [المرشد الأعلى للجمهورية] علي خامنئي من دون عراقيل أو تقييدات أو ملاحقات من جانب الدول الست الكبرى أو من جانب أي إطار دولي آخر.

•في واقع الأمر، فإن حقيقة أن التقييدات على إيران ستكون ذات علاقة بالسياق النووي فقط، تشكل شيكاً مفتوحاً أو دعوة لها لتوسيع وتقوية نشاطاتها في مجال الإرهاب، ولديها سجل حافل في هذا الشأن.

•ولدى العودة إلى هذا السجل لا بُد من التذكير بالتراجيديا الأميركية التي حدثت يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر 1983 على مشارف بيروت عندما قتل ما لا يقل عن 241 من جنود المارينز في عملية تفجير مفزعة قام بارتكابها حزب الله، كما يجدر التذكير بحادث القتل المروّع لرئيس بعثة الـ"سي. آي. إيه" في لبنان وليام باكلي الذي اختطف في بيروت يوم 16 آذار/ مارس 1984 على يد مجموعة إرهابية تابعة لإيران واكتشفت جثته بعد سبع سنوات، وكذلك المفاوضات المطولة والعقيمة التي أدارها كبار المسؤولين في إدارة الرئيس رونالد ريغان مع ممثلي نظام الخميني في طهران بعد أن لم يعد باكلي بين الأحياء (مات في الأسر في حزيران/ يونيو 1985). 

•إن السؤال المطروح: ألم تكن هذه الأحداث كلها ماثلة أمام أعين "كل رجال الرئيس" [باراك أوباما] عندما قرروا المضي قدماً نحو توقيع اتفاق نهائي مع طهران سيؤدي إلى تبييض كل جرائم إيران في الساحة الأميركية؟

•إننا نعتقد أن ما يجب أن يكون على رأس سلم أولويات الرئيس الأميركي ذكرى جنود ومواطنين أميركيين كثيرين سلبت حياتهم على يد النظام الإيراني وعلى يد المؤتمرين بأمره. فهل تم نسيان هذه الجرائم أم أنها محيت واختفت تحت وطأة السعي لتحقيق حلم المصالحة مع الرئيس حسن روحاني بأي ثمن بغية الدفع قدماً بحلم الانفصال الأميركي عن الشرق الأوسط بعد تسوية الأزمة النووية مع إيران؟ أفلا يجب أن يتضمن اتفاق المصالحة محاسبة إيرانية للنفس واعترافاً بالمسؤولية عن أعمال خارج حدودها سلبت أرواح كثيرين؟

•وهكذا، في الوقت الذي سيكون فيه الاتفاق النهائي الآخذ في التبلور محفوفاً بالمخاطر وعلامات الاستفهام بشأن قدرته على كبح وتقييد حلم القنبلة الإيرانية، لا يوجد أدنى شك حول خطورة البُعد غير النووي لهذا الاتفاق الكامن في حقيقة أنه يقوم بشطب الدين الأخلاقي لإيران، ولا يدونقصد بذلك دينها الأخلاقي لإسرائيل فحسب، ولكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي أيضاً.

 

 

المزيد ضمن العدد 2081