الفجوات بين إسرائيل والدول الست الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني غير قابلة للجسر
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•إن الموعد الذي تم تحديده للتوصل إلى اتفاق إطار في المفاوضات الجارية بين الدول الست الكبرى [مجموعة الدول 5+1] وإيران حول برنامج الأخيرة النووي، هو بعد أربعة أسابيع. وفي حال تم التوصل إلى هكذا اتفاق - في المرحلة الحالية من المفاوضات ثمة شك كبير في إمكان حدوث ذلك - فسيكون هذا بعد نحو أسبوعين من الخطاب المثير للجدل الذي سيلقيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس بعد أقل من عشرة أيام. وعلى أي حال حتى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق إطار الشهر المقبل، فإن لدى الطرفين تاريخاً آخر لتحقيق الهدف هو نهاية حزيران/ يونيو 2015.

•في هذه الأثناء نشرت الوكالة الدولية للطاقة النووية تقريراً دورياً جديداً حول البرنامج النووي الإيراني، لم يتضمن أموراً جديدة كثيرة، فقد عاد وأكد ما يحدث منذ 15 شهراً، أن إيران تحترم بهذا القدر أو ذاك الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. 

•ومن ضمن الأمور التي أشار إليها هذا التقرير، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة (3,5%) لم يزدد، وأن اليورانيوم المخصب بدرجة 20% الذي يركز نتنياهو عليه منذ سنوات، تم تحويله إلى مادة لا تتيح إمكان استخدامه لأغراض عسكرية، كما أن إيران جمدت التجارب التي أجرتها على أجهزة الطرد المركزية من الجيل الخامس وهو الطراز الأكثر تقدماً لديها ومن شأنه أن يُمكنها من تخصيب اليورانيوم بسرعة ونجاعة أكبر، ومن تقصير أمد الفترة الزمنية اللازمة للوصول إلى القنبلة.

•إن السؤال الكبير بطبيعة الحال هو: هل سيتم التوصل إلى اتفاق في الشهر المقبل أو في حزيران/ يونيو؟ وسواء كان رئيس الحكومة نتنياهو يتحرك من منطلق قناعة داخلية عميقة أو من جراء استحواذ مسياني أو من كليهما معاً، فإنه يخاف من الاتفاق ويوجه كل جهوده ضده حتى بثمن خوض مواجهة صعبة مع الرئيس باراك أوباما إلى درجة تعريض العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة حليفتنا الكبيرة والمهمة، للخطر.

•وثمة دول عربية مثل السعودية ومصر وقطر والإمارات العربية تأمل ألا يتم التوصل إلى اتفاق، لكنها لا تعبر عن رفضها بأسلوب الصراخ الإسرائيلي. ومع ذلك، علينا تذكر أنه ليس هناك أي تأكيد في المرحلة الحالية أنه سيتم التوصل إلى اتفاق يقيّد البرنامج النووي الإيراني ويعزّز الرقابة عليه، وفي المقابل يتم رفع العقوبات المفروضة على طهران بالتدريج. وفي جميع الأحوال، حتى لو كانت مجموعة الدول 5+1 تريد أن تأخذ موقف نتنياهو في الاعتبار، فإن هذا الأمر الآن غير ممكن، ولا سيما أن الفجوات بين الجانبين [مجموعة الدول 5+1 وإسرائيل] أصبحت غير قابلة للجسر. 

•إن حكومة إسرائيل تعارض مبدئياً أن يكون لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم، في حين أن الدول الكبرى تعترف منذ أكثر من عشر سنوات بهذا الحق. وبناءً على ذلك، تطلب إسرائيل أن يتضمن أي اتفاق تجريد إيران من قدرتها النووية أو على الأقل وقف كل أجهزة الطرد المركزي التي تبلغ نحو 20,000 جهاز. والدول الكبرى مستعدة على ما يبدو للموافقة على أن يكون لإيران نحو 6000 جهاز طرد مركزي فعّال، وألا يكون بإمكان المفاعل النووي في أراك عندما يتم الانتهاء من إنشائه سوى إنتاج 1 كغم من البلوتونيوم. وفي نظر الإسرائيليين، فإن أي اتفاق سيعطي لإيران شرعية دولية لأن تكون دولة حافة نووية. والحقيقة أن إيران دولة حافة نووية الآن.

•من ناحية أخرى، تطالب الدول الكبرى أن يسري اتفاق الإشراف الصارم على إيران لفترة عشر سنوات، على أمل أنه حتى ذلك الوقت لن يبقى المرشد الأعلى علي خامنئي ابن الـ75 عاماً في منصبه. وإيران مستعدة لرقابة سنتين أو ثلاث. 

 

•لا شك في أن احتمالات التوصل إلى اتفاق موجودة في يد خامنئي فقط. وفي حال رأى أن الاتفاق لا يحط من كرامة الجمهورية الإسلامية وأنه يستطيع فرض رأيه على المعارضين المحافظين، فإن الاتفاق سيُبرم.