حملة تخويف يشنها اليهود الجمهوريون للضغط على أعضاء الكونغرس من أجل حضور خطاب نتنياهو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•لم تعد المسألة الآن "أزمة في العلاقات" يحاولون التستر عليها، ولا مجرد "توتر مع البيت الأبيض" يحاولون بذل كل جهد ممكن من أجل التخفيف منه. لقد تحولت المسألة الآن إلى حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة. إنها حرب شيلدون أدلسون ضد باراك أوباما، في حين تجد إسرائيل نفسها وسط النيران المتبادلة.

•بعد إعلان صديقنا الكبير نائب الرئيس جو بايدن قيامه برحلة إلى الخارج وأنه لن يتمكن من حضور الخطاب الذي سيلقيه نتنياهو أمام الكونغرس، بدأت المنظمات اليهودية الجمهورية حملة تخويف ضد أعضاء الكونغرس الذين أعلنوا نيتهم عدم الحضور، وتوعدوهم بأن مصيرهم السياسي سيكون قاتماً.

•لم يسبق أن حدث أمر كهذا في تاريخ الشعوب. وحدها كوريا الشمالية لا تزال تستخدم مثل هذه اللغة العنيفة. وحتى كوبا الضئيلة أصبحت تنتهج أسلوباً مختلفاً. وفي هذه الأثناء يقوم سفيرنا في واشنطن رون دريمر بحشد قواته ويقوم بشن هجوم منسق على هضبة الكابيتول. ويبدو أن بنيامين نتنياهو مصمم على أن يظهر للرئيس الأميركي من الذي يحكم واشنطن فعلاً، ومن هو السيد هنا وهناك. 

•من السهل أن نتخيل ماذا سيحدث في القدس الموحدة إلى الأبد لو أن شخصاً مثل شيلدون وجّه تهديدات مشابهة من لاس فيغاس أو ماكاو ضد وزرائنا ورئيس حكومتنا، وقال لهم إذا تغيبتم [عن حضور الجلسة] فلن تروا دولاراً واحداً من الآن فصاعداً.

•لقد أوضح المدعو ماثيو بروكس المدير التنفيذي للتكتل اليهودي الجمهوري خلال نهاية الأسبوع إرادة الذين يدعمونه مالياً: "سوف نقدم كل ما هو مطلوب من موارد كي نتأكد من معرفة من يهمهم الأمر للحقائق، [ونقول لهم] أنه عندما عرض عليهم الوقوف إلى جانب إسرائيل ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضد المشروع النووي الإيراني اختاروا مصالح حزبهم والوقوف مع الرئيس أوباما". وكان مورت كلاين رئيس المنظمة الصهيونية الأميركية أكثر وضوحاً حين قال: "سوف ندين علناً كل نائب ديمقراطي لا يحضر الخطاب، باستئناء الذين لديهم تقرير طبي". من الواضح أن هذا الرجل مريض وبحاجة ماسة إلى مهدئ.

•أيها الرب احمنا من يهودنا، فنحن نستطيع حماية أنفسنا من غير اليهود. كم من السهل تحريض أرفع مؤسسات ديمقراطية أميركية، وكم من الصعب قصف المنشآت النووية الإيرانية الموجودة تحت الأرض. وإذا شئتم اسألوا رؤساء أجهزتكم الاستخباراتية، أو رؤساء أجهزتنا وهم سيهمسون لكم بذلك سراً.

•من إسرائيل، الأرض التي تحبونها كثيراً والبعيدة عنكم، نريد أن نقول لكم يا يهود أميركا بغض النظر عن مواقفكم وانتماءاتكم الحزبية، أن نقول لجميع الذين لا يريدون غسل أيديهم علناً من هذه المجازفة الخطرة، إن مصيرنا بين أيدينا. لا تلعبوا بالنار التي ستحرقنا وحدنا، أو ربما ستحرقكم أيضاً، لأن صمتكم سيعتبر ازدواجية في الولاء. 

•إن إسرائيل التي حتى الآن كانت حجر الزاوية للتعاون بين الحزبين [الديمقراطي والجمهوري] تحولت إلى موضوع كراهية من جانب مؤيديها التقليديين، وحول بنيامين نتنياهو العلاقة الأميركية - الإسرائيلية إلى موضوع كريه حتى بالنسبة لمؤيديها القدماء.

 

•في هذه اللحظات بالذات تجري إعادة كتابة البروتوكولات. ويقوم اليهود الأثرياء بإعادة كتابتها بخط أيديهم. وهم بثرواتهم وبتوقيعهم الشخصي يؤكدون ما اعتاد المعادون للسامية قوله في حملات التشهير في الماضي: نحن حكماء صهيون نسيطر على الكونغرس، وأعضاء الكونغرس دمى بين أيدينا ينفذون مشيئتنا. وإذا لم يفهموا كلامنا فهم سيفهمون تهديداتنا. وإذا كنا في الماضي ندير الأمور من وراء الستار، فإننا نفعل ذلك اليوم علناً وفي وسط المسرح. وإذا نسيتم تبرعاتنا فإن ينبوع المال سينضب.