علينا أن نختار الهدوء برغم الألم
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•استناداً إلى مصادر أجنبية، فإن اغتيال كبار المسؤولين في حزب الله والجنرال الإيراني في هضبة الجولان قبل 11 يوماً كان عملية استراتيجية هدفها تنفيذ قرار إسرائيل الرامي إلى منع أعدائها من انشاء قاعدة ارهابية على مقربة منها. وقد نبع هذا القرار من حاجة حقيقية وليس من اعتبارات انتخابية. وعندما سيجري الكشف عن المعطيات التي كانت وراء اتخاذ القرار، سيتضح أن الطريقة التي استخدمت في اغتيال أفراد القافلة في سورية كانت الوحيدة المتوفرة لدى المهاجمين في ذلك الوقت. لقد كان من المفترض بالمهاجمين لدى اتخاذهم قرار مهاجمة قافلة الإرهاب، أن يأخذوا في حسابهم أن إسرائيل ستصبح هدفاً لعملية انتقامية. وهذا ما حدث بإطلاق النار من سورية إلى هضبة الجولان (الذي جرى الرد عليه بهجوم جوي إسرائيلي)، وبإطلاق صواريخ كورنيت من لبنان الذي أودى بالأمس بحياة جنديين إسرائيليين. 

•لقد كان انتقام حزب الله مدروساً وحجم هجومه معقولاً. لكن من جهة أخرى فإن مقتل جنديين وجرح رفاق لهما يجعل من الصعب على الحكومة عدم الاكتراث بما حدث، وبصفة خاصة قبل 48 يوماً من انتخابات الكنيست وفي مواجهة الكلام المتوقع من جانب نفتالي بينت وأفيغدور ليبرمان.

•لكن سلطة ناضجة لا تنساق وراء أهواء القلب، ولا بد أن تأخذ في حسابها أنه بعكس الهجوم الاستراتيجي الذي استهدف قافلة الإرهاب لعناصر حزب الله وإيران، فإن أي إطلاق نار إسرائيلي الآن سيكون دافعه تصفية حساب والانتقام وتعزيز الردع. وجميع هذه الأهداف مشروعة لكنها أقل أهمية على الصعيد الاستراتيجي. 

•إن ثمن تحمل مسؤولية ضبط النفس ليس سهلاً. وهو يتعارض مع الإحساس الطبيعي لدى الجانب الإسرائيلي بأنه لا يمكن أن يضع سلاحه جانباً، ومع أن ضبط النفس في مواجهة الإرهاب سيفسر من جانب قيادة آيات الله وحزب الله على أنه ضعف إسرائيلي، وسيشجعهما على زيادة حدة المواجهة ضدها، ويضاف إلى ذلك القلق من تشوق جمهور الناخبين لسياسة العقاب بأي ثمن ومن دون حدود.

 

•لدى الاختيار بين الردع وثمنه والفائدة من عودة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً، يبدو من الأصح أن نختار استمرار الهدوء على الحدود الشمالية.

 

 

المزيد ضمن العدد 2061