من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•ستكون لدعوة نتنياهو إلی إلقاء خطاب أمام الكونغرس الشهر المقبل بشأن موضوع إيران والإسلام المتطرف، بضعة انعكاسات جميعها سلبية. فهذه الدعوة ستُدخل العلاقات الإسرائيلية – الأميركية إلى المعترك السياسي في إسرائيل وستظهر كأن زعامة الحزب الجمهوري تتدخل لدعم نتنياهو. كما انها ستدخل العلاقات المشحونة بين نتنياهو وأوباما في القضية المعقدة للمحادثات النووية مع إيران، وستجعل من نتنياهو لاعباً أساسياً في المواجهة بين الكونغرس والبيت الأبيض. وهذا لعب بالنار قد ينتهي بانفجار كبير.
الزاوية الانتخابية للمسألة أقل اثارة للقلق، فمن الصعب أن يغير ناخبو إسرائيل تصويتهم بسبب الاستقبال الحار الذي سيحظى به نتنياهو في الكونغرس، مثلما حدث سابقاً عندما لم يتأثر الناخبون بالتدخل الذي لا يقل علانية للرئيس كلينتون دعما لشمعون بيريس في انتخابات سنة 1996 التي أسفرت عن صعود نتنياهو إلى السلطة. ربما سيتذمّر خصوم نتنياهو من اليسار من المساعدة الخارجية التي سيحصل عليها نتنياهو من الكونغرس، لكنهم سينسون هذا بسرعة إذا فازوا في انتخابات آذار/مارس 2015، وإذا فاز الجمهوريون في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2016.
بعد هذه السابقة من جانب الجمهوريين، من المحتمل أن تعيد إدارة أوباما النظر في امتناعها عن التدخل في انتخابات إسرائيل وقد تفكر بوسائل أكثر ذكاء وفاعلية من تلك التي استخدمتها الإدارات السابقة. على سبيل المثال، يستطيع الفلسطينيون أن يعيدوا تقديم طلبهم إلى مجلس الأمن للاعتراف بدولتهم المستقلة، وربما لن نستطيع الحصول على الفيتو الأميركي المنقذ مجاناً هذه المرة، وكل ذلك بسبب نتنياهو بالطبع.
لكن ما هو اكثر إشكالية استعداد نتنياهو للوقوف في الساحة الخلفية المعادية للرئيس في الكونغرس في موضوع أقسم أوباما القتال من أجله حتى النهاية. ففي خطاب الأمة الذي ألقاه فجر يوم الثلاثاء، لم يتعهد أوباما فقط باستخدام الفيتو ضد أي عقوبات جديدة يطالب الكونغرس بفرضها على إيران، بل هو أوضح أيضا أن مثل هذه الخطوة "ستضمن فشل الدبلوماسية، وستبعد أميركا عن حلفائها، وستضمن عودة إيران مجدداً إلى تحريك برنامجها النووي". وهو لم يترك مجالاً للشك بشأن من سيتحمل مسؤولية الملف في حال الوصول إلى حائط مسدود يؤدي إلى مواجهة عسكرية وقال: "إن الشعب الأميركي ينتظر منا خوض الحرب فقط كملاذ أخير، وأنا أنوي التمسك بهذه الحكمة".
في مثل هذا الوضع، عندما يأتي نتنياهو ليخطب في الكونغرس سيبدو مرة أخرى أداة في خدمة الحرب التي يخوضها الجمهوريون ضد أوباما، مثلما حدث في المعركة الانتخابية الرئاسية سنة 2012. ولا شيء يثير غضب البيت الأبيض أكثر من تعاون نتنياهو مع الجمهوريين بتشجيع ومساعدة العدو الأكبر للرئيس شيلدون أدلسون.
•إذا جرت الموافقة على العقوبات بواسطة أغلبية الحزبين من ثلثي أعضاء الكونغرس التي تستطيع إلغاء الفيتو الرئاسي، يكون نتنياهو نجح ليس فقط في اهانة الرئيس الأميركي على الصعيد السياسي، بل وسيتهم أيضا بصورة مباشرة بإفشال المحادثات وحتى بالمواجهة العسكرية الخطرة بين إيران والولايات المتحدة. ومثل هذه المسألة لن ينساها أو يتسامح فيها الرأي العام الأميركي المؤيد عامة لإسرائيل.
•بالتأكيد، كل شيء كان سيبدو مختلفاً لو كان نتنياهو وأوباما حرصا على المحافظة على علاقات طبيعية برغم الخلافات الكبيرة في الرأي بينهما مثلما هو متوقع من زعيمي دولتين قريبتين من بعضهما بعضا. وبهذا المعنى، فالاثنان أساءا استخدام وظيفتيهما.