الصلة بين عملية الاغتيال في الجولان والانتخابات الإسرائيلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•تمتاز المعارك الانتخابية في إسرائيل بالعمليات العسكرية الاستعراضية وخاصة عندما يكون الحزب الحاكم في ضائقة. والافتراض الخفي لدى زعماء الدولة أن الجمهور (اليهودي) يحب الانتصارات العسكرية السهلة، ومظاهر القوة التي من شأنها أن تعزز صورة رئيس الحكومة ووزير الدفاع وتقنع الناخبين بضرورة بقائهما في منصبيهما.

 

 

•إن الأمثلة على ذلك كثيرة وتتخطى الأحزاب، فقبل انتخابات 1955 جرى تصعيد العمليات الانتقامية، وهذا ما حصل أيضاً لدى قصف المفاعل النووي العراقي سنة 1981؛ وعملية عناقيد الغضب في لبنان سنة 1996، وعملية الرصاص المصهور في غزة في 2008؛ وعملية عمود سحاب في غزة سنة 2012. وبالأمس انضم إلى القائمة الهجوم بالمروحيات العسكرية في سورية "المنسوب إلى إسرائيل".

•مما لا شك فيه أن جميع هذه العمليات تتطلب إعداداً مسبقاً وجمع معلومات استخباراتية واستعداداً عسكرياً، ومن المؤكد أنها من عمل القيادة العسكرية العليا وليست من صنع قيادة الانتخابات. ودائماً هناك تبرير لما حدث مثل أن العدو هو الذي بدأ وإسرائيل ردت فقط على الاستفزاز ومنعت خطراً أكبر. لكن على الرغم من ذلك، فإنه من الصعب عدم الشعور بأن السياسيين يميلون إلى المجازفة ويوافقون بسهولة أكبر على عمليات عسكرية عندما تظهر لهم الاستطلاعات صورة قاتمة عن مكانتهم في نظر الناخبين.

•في الحادثة الحالية يتناغم الإعجاب بحادثة الاغتيال الناجحة لجهاد مغنية تماماً مع الصورة التي يروجها رئيس الحكومة عن نفسه، ومع كفاح وزير الدفاع موشيه يعلون من أجل البقاء في منصبه. أما التمسك بالحجة البالية بأن "إسرائيل لم تتحمل مسؤولية الغارة"، فهو يبدو مثيراً للسخرية أكثر من أيّ وقت مضى ولا سيما مع مواصلة نتنياهو ويعلون حملتهما في الترويج لصورتهما منذ حرب الجرف الصامد وفحواها: نحن أصحاب تجربة ونتحمل المسؤولية وأقوياء في مواجهة "حماس" وحزب الله. في حين أن المضمون الخفي لهذه الحملة هو أن خصميهما يتسحاق هيرتسوغ وتسيبي ليفني ليست لديهما الشجاعة لاتخاذ مثل هذه القرارات.

 

•من الواضح أنه من الصعب إثبات أن العملية في سورية هي حصيلة اعتبارات انتخابية وليست لاعتبارات خالصة هدفها الدفاع عن الدولة. لكن الأدلة الظرفية التي تظهر تأثير السياسة في الأمن شديدة الأهمية. لذا، فقد آن الأوان لسياسة جديدة تفرض المزيد من الحذر قبل الانتخابات. وبدلاً من المجازفة فمن الأفضل الامتناع عن العمليات الاستعراضية "لإظهار القوة" المشكوك بفائدتها الاستراتيجية. ويتعين على نتنياهو ويعلون اللذين قبل بضعة أشهر افتخرا بضبطهما للنفس، وتحملهما للمسؤولية، والرصانة في مواجهة الدعوات إلى احتلال غزة وإسقاط "حماس"، أن يطبقا على نفسيهما هذه المبادئ عندما تكون الانتخابات على الأبواب، وعندما يتفوق عليهما أخصامهما في المعسكر الصهيوني في استطلاعات الرأي.