استراتيجية اليسار هي إبقاء ناخبي اليمين في منازلهم
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•من رأى مضمون الرسالة الإلكترونية المرسلة من جانب كتلة فايغلين المتدينة إلى أعضاء الليكود يفهم المشكلة. ففي الصراع الشرس الدائر على رئاسة الليكود هي تنصح بالتصويت إلى جانب داني دانون.

•من الواضح أن بنيامين نتنياهو سيواصل قيادة الليكود في الانتخابات المقبلة، وأرقام الاستطلاعات تعكس ذلك. لكن على الرغم من ذلك، فكون الكتلة الأكثر يمينية في الليكود تفكر بأن سياسياً يردد كلاماً جازماً بشأن موضوع أرض إسرائيل الكاملة أفضل لزعامة الليكود من رئيس الحكومة الذي أثبت عملياً مرة أو مرتين، بأنه يفتقر إلى التفكير السليم بما فيه الكفاية. لم ينجح دانون في المعارك السياسية والأمنية والاقتصادية التي نجح فيها رئيس الحكومة، وإذا أصبح زعيماً لليكود فإن الحزب سيتراجع نحو نسبة الحسم. لذا ما هو الاعتبار العقلاني الذي يدعو إلى دعمه لزعامة الحزب؟ 

•فعلى الرغم من هامشية الجناح اليميني في الليكود، إلا أنه يؤثر على صورة الحزب وعلى مكانة الليكود كي يصبح حزباً قوياً يشمل الوسط مع أكثر من 34 مقعداً. 

•ويمكننا القول إن كل خطوة فاشلة للسيطرة الداخلية من جانب اليمين الديني على الليكود ستؤدي إلى إحدى الظواهر المثيرة للاهتمام والقلق في الانتخابات المقبلة، بحيث إنه من المحتمل في اليوم التالي للانتخابات التي ستجرى في 17 آذار/مارس المقبل، أن يصبح من يحدد هوية رئيس الحكومة ليس جمهور الناخبين، بل الثلاثي كحلون- ليبرمان ورئيس الدولة رؤوفين ريفلين.

•لقد كانت الاستطلاعات الأخيرة أكثر تفاؤلاً بالنسبة لليكود. وعلى عكس جزء من التوقعات، فإن المفاجأة التي تحملها الانتخابات ستأتي من جانب الحزبين الكبيرين، تحالف حزب العمل- ليفني والليكود. فبالأمس كان الحزبان متعادلين وحصلا على 24 مقعداً، في حين تراجعت أحزاب كحلون وأفيغدور ليبرمان ولبيد إلى ما دون عشرة مقاعد. وفي رأيي أنه من المفاجئ بقاء ليبرمان مستقراً على ثمانية مقاعد. 

•وعلى الرغم من أنه من الممكن أن تتشكل استناداً إلى استطلاعات الأيام الأخيرة، حكومة يمينية مستقرة، فإن الأمر ليس مضموناً. والدليل على ذلك أن ليبرمان وكحلون قدما نفسيهما وكأنهما على استعداد للانضمام إلى أي مجموعة يسارية تضم ميرتس والحريديم. إن في استطاعة الكتلة اليمينية تخطي الضغط الإعلامي- الرئاسي- النفسي إذا بقيت موحدة ومتراصة.

 

•نشهد في هذه المرحلة من الحملة الانتخابية دينامية تذكرنا بسنة 2009 حين تنافس حزب كاديما بزعامة ليفني جنباً إلى جنب مع نتنياهو والليكود، وفي النهاية استطاع كاديما الحصول على 28 مقعداً مقابل 27 لليكود. اليوم يتنافس الحزبان بصورة مشابهة. وسيتمكن هيرتسوغ وليفني من الحصول على المزيد من الأصوات وبصورة أساسية من ميرتس ولبيد. أما الليكود، فلديه مصادر لجمع الأصوات من ليبرمان وكحلون والبيت اليهودي ومن شاس. ويبقى على نتنياهو أن يأمل من الجمهور اليميني الذي يشمل نحو 50% من الذين يتماهون معه إيديولوجياً، أن يختاروا حشد أصواتهم  تأييداً لحزب واحد كي يضمنوا رئاسة الحكومة.