تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن مجلس الأمن سيرفض الاقتراح الفلسطيني المقدم من جانب الأردن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال عامين ونشوء دولة فلسطينية في أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، لدى طرحه على التصويت يوم الاثنين.
ومن المعروف أن إسرائيل والولايات المتحدة تعارضان الاقتراح بشدة، وأوضح الأميركيون موقفهم هذا إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأبلغوه أنهم ينوون استخدام الفيتو في حال حظي الاقتراح بأكثرية الأصوات.
واستناداً إلى تقارير إسرائيلية حديثة قد لا يضطر الأميركيون إلى استخدام الفيتو لأن الفلسطينيين لن يحصلوا على التأييد المطلوب من تسع دول. وسوف يعارض الاقتراح إلى جانب الولايات المتحدة كل من أوستراليا وبريطانيا وفرنسا ورواندا وكذلك كوريا الجنوبية، وهذه المعارضة بحسب قانون الأمم المتحدة كافية لإسقاط القرار.
وثمة اعتقاد في إسرائيل أن الفلسطينيين يعرفون جيداً هذه المعطيات، وإصرارهم على الرغم من ذلك على طرح القرار على التصويت هدفه خسارته عن قصد. واستناداً إلى تقديرات إسرائيلية وجهات أميركية، فإن عباس يعرف أن الاقتراح سيرفض في جميع الأحوال وهو يفضل ذلك على الفيتو الأميركي الذي قد يجر خطوات عقابية من جانب واشنطن.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري هدّد في تشرين الثاني/نوفمبر بفرض عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية في حال قررت القيام بخطوات أحادية الجانب ضد إسرائيل. واستناداً إلى مصادر مختلفة وجه كيري إنذاراً إلى أبو مازن حذره فيه من أنه إذا قرر الاستمرار في التوجه نحو المؤسسات الدولية كي يفرض على إسرائيل دولة فلسطينية من طرف واحد، فإن الأميركيين سيضطرون إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على السلطة.
ومن الدلائل التي تشير إلى أن محمود عباس يرغب في خسارة التصويت أنه في يوم الخميس المقبل ستتبدل تركيبة عضوية مجلس الأمن بصورة لا تخدم إسرائيل، وستحل أنغولا وماليزيا وفنزويلا محل رواندا وكوريا الجنوبية والأرجنتين. وللدول الثلاث الأخيرة ولا سيما ماليزيا وفنزويلا علاقات سيئة جداً مع إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك يفضل الفلسطينيون طرح الاقتراح على التصويت قبل يوم الخميس، وعدم انتظار نهاية الأسبوع حين تبدو حظوظهم أكبر بكثير.
واستناداً إلى هذا كله، فإسرائيل واثقة من أن وفدها في الأمم المتحدة سيتمكن بمساعدة الولايات المتحدة من إسقاط القرار، ولكنها تستعد للمرحلة المقبلة، أي اقتراح القرار الفرنسي الذي تعمل باريس على بلورته مع ألمانيا وبريطانيا وتحاول إشراك الولايات المتحدة. وأرسلت مسودة الاقتراح في مطلع هذا الشهر إلى كل من إسرائيل والفلسطينيين.
وتتخوف المؤسسة السياسية من أن يكون هذا الاقتراح الفرنسي جزءاً من محاولة أوروبية أو أميركية للتأثير في نتائج الانتخابات. وذكر مصدر رسمي للصحيفة أن تجربة الماضي تدل على أن أطرافاً غربية وخاصة أميركية تحاول التأثير على نتائج الانتخابات بهدف دفع الإسرائيليين نحو معسكر الوسط – اليسار.