الانعكاسات السياسية لوفاة الوزير الفلسطيني زياد أبو عين تخدم السلطة الفلسطينية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•الظروف التي أحاطت بوفاة الوزير الفلسطيني زياد أبو عين جاءت في وقت إشكالي جداً بالنسبة إلى إسرائيل. فالظروف الحالية والتوقيت ينطويان على مشكلات وتعقيدات سياسية صعبة للغاية تصب مباشرة في الاستراتيجية الفلسطينية الرامية إلى نقل مركز معالجة النزاع الإسرائيلي– الفلسطيني من إطار المفاوضات المباشرة إلى الصعيد الدولي.

•إن تهديد رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، والأصح نصف التهديد الذي يخدم بصورة خاصة الداخل الفلسطيني، بوقف التعاون الأمني مع إسرائيل بعد حادثة وفاة الوزير الفلسطيني من جراء أزمة قلبية، لا ينبع من رغبة فعلية بالعودة إلى الفترة التي سبقت هذا الاتفاق (لأن هذا التعاون يخدم السلطة الفلسطينية لا أقل مما يخدم إسرائيل). وأقصد بذلك أن أبو مازن يدرك جيداً أنه في ضوء ارتفاع شعبية "حماس" واتساع نشاطاتها في مناطق السلطة، فإنه من المشكوك فيه نسبياً أن يضمن بقاءه في سدة الرئاسة من دون تعاون أمني مع إسرائيل. ولكن هدف أبو مازن كان وسيبقى الدفع قدماً بالخطوات السياسية في الأمم المتحدة ووسط الهيئات الدولية الأخرى مثل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وعلى الساحة الدولية والبرلمانية ولا سيما في أوروبا التي تميل تلقائياً نحو التعاطف مع الموقف الفلسطيني تقريباً تقبل من دون سؤال، أي ادعاء عَرَضي موجهة ضد إسرائيل.

•ومن هنا فإن النتائج المدمرة لحادث موت الوزير تصب مباشرة في سياسة أبو مازن. كما يراهن الفلسطينيون على أن الحرب ضد داعش، وتطلع الولايات المتحدة للحصول على دعم واسع وسط العالم العربي في ما يتعلق بهذا الشأن، سيجعلان من الصعب عليها أن تبقى لامبالية حيال عاصفة المشاعر الحقيقية أو المصطنعة التي تنتاب الجمهور العربي بعد وفاة أبو عين. ومن هنا، فإن اللقاء الذي دعا إليه اليوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري في روما رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو سيبحث من بين أمور أخرى، في النتائج السياسية لهذه الحادثة. وسيحاول كيري التوصل مع نتنياهو إلى صيغة تمنع احتمال وقوف الأوروبيين إلى جانب العرب في الاقتراح المقدم إلى مجلس الأمن، والذي يعلن نشوء دولة فلسطين بعد عامين، أو بصيغة أكثر "مرونة" ظاهرياً انتهاء "الاحتلال" في هذا التاريخ. وفي الواقع، تعارض واشنطن المبادرة المذكورة أعلاه، وهي أبلغت موقفها هذا إلى الفلسطينيين والأوروبيين، لكنها لا تخفي حتى عن إسرائيل عدم ارتياحها الشديد لأن تقف من جديد موقفاً "انعزالياً" وتضطر إلى استخدام الفيتو ضد الاقتراح الفلسطيني (الذي سيقدمه الأردن الذي هو حليف مهم لأميركا في صراعها ضد داعش). 

•إن المهمة الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى صيغة إنقاذية في اللقاء الخاطف في روما لن تكون سهلة بالنسبة إلى كيري، وستكون أكثر صعوبة بالنسبة إلى نتنياهو. 

•لا يرغب أبو مازن لأسبابه الخاصة بانهيار الأمن في الضفة الغربية، لكنه مهتم بارتفاع درجة التوتر. ومن هذه الناحية، فإن موت أبو عين مثل الأحداث في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] يخدمان هدفه في التوصل إلى إجماع دولي واسع لخطوته وللهدف الذي وضعه.

 

•لكن جوهر التهديد الفلسطيني بوقف التعاون الأمني مع إسرائيل يطرح مسألة أخرى تتعلق بجوهر أي تسوية سياسية محتملة. فإذا كان الجانب الفلسطيني يقوم بإلغاء ترتيب أمني بهذه السهولة وبقرار أحادي الجانب، فكيف يمكن في مثل هذه الحال أن تتأكد إسرائيل من أن شروط أمنية أخرى مثل تجريد المنطقة الفلسطينية من السلاح، ومنع الصلات العسكرية مع جهات أجنبية وغيرها، ستكون مطبقة كما ينبغي من دون وجود الأذرع العسكرية الإسرائيلية في جميع مناطق الكيان الفلسطيني المزمع إنشاؤه؟

 

 

المزيد ضمن العدد 2033