من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•ستكون انتخابات الكنيست الـ20 بمثابة استفتاء شعبي على حكم بنيامين نتنياهو. وستتمحور حول مسألة وحيدة: هل يرغب الجمهور الإسرائيلي في ولاية رابعة لنتنياهو؟ أم يفضل توديعه وإرساله إلى منزله في القيصرية بعد عقدين كان خلالهما الشخصية الأكثر سيطرة على الحياة السياسية في إسرائيل؟ والمسألة هي هل سيحافظ نتنياهو على موقعه السياسي بصفته الشخص الوحيد القادر على تشكيل ائتلاف مثلما فعل في المعركتين الانتخابيتين الماضيتين؟ أم أن خصومه سينجحون في توحيد قوتهم ضده وإبقائه في الخارج؟
•للانتخابات المقبلة نتيجتان محتملتان؛ الأولى والأكثر احتمالاً حكومة يمينية– حريدية بدعم حزب وسط أو حزبين (حزب كحلون، وربما حزب لبيد لكنه احتمال أكثر ضعفاً). ومن المنتظر أن تتمسك هكذا حكومة بالجدول التقليدي لأولويات اليمين، أي زيادة ميزانية الدفاع وتعزيز قوة المستوطنين والحريديم. وستحاول هذه الحكومة استغلال ضعف إدارة أوباما في الولايات المتحدة وهي في طريقها إلى نهاية ولايتها، والمخاطرة بمجازفات سياسية وتعميق ضم المناطق وقمع الأقلية العربية داخل الخط الأخضر.
•البديل الثاني حكومة يسارية - وسطية برئاسة يتسحاق هيرتسوغ تحظى بدعم الكتل الحريدية وكتلة أو كتلتين من اليمين (ليبرمان أو الليكود). لكن مثل هذه الحكومة لن تتمكن من تحقيق تسوية سياسية مع الفلسطينيين تفرض انسحاباً من المناطق وإجلاء المستوطنين بسبب تبعيتها لدعم أعضاء في الكنيست من اليمين، لكنها ستكون قادرة على إبداء مرونة سياسية وتحسين علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة وأوروبا، وتوجيه اهتمام أكبر إلى الحاجات الداخلية والعمل من أجل تهدئة المواجهات بين اليهود والعرب من خلال حفظ الاقتراحات العنصرية من نوع "قانون القومية".
•ثمة احتمال آخر لا يتطابق مع الاستطلاعات وحظوظه قليلة، مثل حلول نفتالي بينت محل نتنياهو على رأس كتلة اليمين، أو فوز جارف لموشيه كحلون والحزب الذي يخطط لإنشائه. لكن هذه النتائج لن تغير سياسة الحكومة المقبلة. وفي أي سيناريو محتمل، سيكون لليمين القدرة على فرض فيتو حقيقي على أيّ اتفاق سلام أو إجلاء مستوطنين. وحده الاقتراع الكثيف للناخبين العرب من شأنه أن يزيد تمثيلهم في الكنيست. واستعداد أحزاب اليسار والوسط للمشاركة في ائتلاف، من شأنه أن يضمن أغلبية برلمانية للاتفاقات السياسية.
•لكن لا أمل بقيام مثل هذه الحكومة في ضوء الأجواء العامة التي تسود إسرائيل، فقد نجح اليمين في وصم أعضاء الكنيست العرب بالخونة، وامتنعت أحزاب اليسار اليهودية من أي تعاون معهم.
•لقد سقط نتنياهو واضطر إلى الدعوة إلى الانتخابات لأنه خسر السيطرة على كل من المؤسسة السياسية والجيش، ولأن الهدوء الأمني الذي حظيت به إسرائيل طوال سنوات ذهب إلى غير رجعة. حتى الصيف الماضي تميّـز حكم نتنياهو بعدد قليل من الجنائز في المقابر العسكرية وكذلك من جنائز ضحايا الإرهاب. وكان الهدوء الورقة الأكثر نجاحاً بالنسبة إليه، ومنذ اللحظة التي خسرها بعد خطف الشبان الثلاثة في غوش عتسيون وحرب الصيف ضد "حماس" في غزة والمواجهات القاسية في القدس، لم يعد لديه ما يقدمه.
•بعد خسارة إيهود باراك الشريك المقرب إلى نتنياهو ووزير دفاعه في حكومته السابقة، بقي الأخير وحيداً في القيادة من دون سياسيين مقربين ولا مستشارين ذوي وزن. ولم يعتمد كثيراً على وزرائه وطاقم مكتبه، أو هو لم يكن يقدرهم كثيراً.
•ولا يمكن الاستمرار بهذه الطريقة حتى بالنسبة إلى ساحر سياسي مثل نتنياهو، فهو في حاجة إلى من يشاركه سره والخدع التي يقوم بها. وبغياب مثل هؤلاء أصبح نتنياهو ضعيفاً وهشاً، ومنح خصومه فرصة لطرده من السلطة، وإن يكن نجاح هؤلاء الخصوم في استغلال الانتخابات غير مؤكد.