•هناك مشكلة لا يوجد حل لها حتى بعد مؤتمر أنابوليس، هي إطلاق الصواريخ من غزة على البلدات الإسرائيلية. ويقرّ أكثر المتفائلين أن إحراز اتفاق دائم سيستغرق وقتاً طويلاً، ولذا يبقى السؤال: ما العمل بشأن غزة؟
•عندما فازت حماس، قبل نحو عامين، في الانتخابات الفلسطينية، قررت الحكومة الإسرائيلية عدم الاعتراف بالنتائج ومقاطعة حماس حتى تنفذ ثلاثة شروط هي: الاعتراف بإسرائيل؛ التخلي عن الإرهاب؛ التزام الاتفاقات الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين.
•ترتبت على هذه السياسة الإسرائيلية أربع نتائج هي: 1- ظهور إسرائيل في مظهر الـذي يتدخل في الشـؤون الفلسـطينية الداخليـة؛ 2- أدى عـدم الاعتـراف بواقـع أن حماس تسيطر على غـزة إلى إلغـاء الميزة الكامنـة في وجـود سلطة ذات قدرة، ولا تتهرب من مسؤولياتها؛ 3- تلاشي إمكان توقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل؛ 4- استمرار تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن معيشة سكان غزة.
•إن المقاربة التي ينبغي على إسرائيل اتباعها هي عكس سياستها الحالية. يجب على إسرائيل أن تعترف بأن هناك سلطة أخرى في غزة غير خاضعة للسلطة الفلسطينية، وبأن هذه السلطة تتحمل المسؤولية عن كل ما يحدث في غزة، بما في ذلك المسؤولية عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وفي وسع إسرائيل وهذه السلطة [حماس] أن تتوصلا إلى تنظيم العلاقة بينهما.
•من شأن استمرار السياسة الإسرائيلية الحالية أن يؤدي، عاجلاً أو آجلاً، إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق لاحتلال غزة. ويظل من الأفضل أن نجد ردعاً فاعلاً. أمّا مسألة شرعية سلطة حماس في غزة فهي موضوع فلسطيني داخلي يتوجب علينا ألاّ نتدخل فيه.