•في الوقت الذي لا تبدو فيه مشكلة جبل الهيكل [الحرم الشريف] صعبة الحل في نظري (إذا اتبع الطرفان المسار الصحيح) فإن مشكلة اللاجئين تبقى الموضوع الأكثر صعوبة. لكن هنا أيضاً يبدو أن ثمة حلاً للمشكلة إذا درسنا الجانب الثقافي وأنماط السلوك العربية.
•بعد حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967] قمت بجولات ولقاءات في جميع مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبعد حرب لبنان الأولى في صيف 1982 زرت مخيمات اللاجئين التي كانت تحت سيطرة إسرائيل. وزرت مخيمات اللاجئين في الأردن بعد توقيع اتفاق السلام. وأدركت من المحادثات مع اللاجئين، ومع ذريتهم بالأساس، أن الكثير من أبناء المخيمات تزوجوا من بنات الضواحي المجاورة.
•ومع أن الدول العربية شجعت اللاجئين على البقاء في المخيمات لتكريس هويتهم كلاجئين، فإن الواقع أدى إلى نشوء علاقات اقتصادية واجتماعية بين سكان المخيمات والمناطق المجاورة. يوجد حالياً، في عام 2007، جيل ثالث وطلائع جيل رابع من الذين تزوجوا خارج الإطار الحمائلي وخارج مخيمات اللاجئين. وقد أدركت أن ما لا يقل عن 70% من سكان المخيمات حالياً غير مستعدين عملياً لمغادرة بيوتهم مرة أخرى، وغير مستعدين لاجتثاث صلاتهم بذريتهم الذين تزوجوا من أبناء المدن والقرى المجاورة للمخيمات، والعودة إلى أماكن سكنهم الأصلية قبل عام 1948.
•قبل عامين أجرى الباحث الفلسطيني خليل الشقاقي، وهو نفسه لاجئ، استطلاعاً شاملاً في جميع مخيمات اللاجئين بما في ذلك المخيمات التي لم يكن في وسعي الوصول إليها في سورية ولبنان. وقد توصل إلى نتيجة مماثلة: نحو 75% من سكان المخيمات غير مستعدين لمغادرة بيوتهم مرة أخرى والعودة إلى الأماكن التي اضطر أجدادهم وجداتهم إلى مغادرتها في حرب الاستقلال [نكبة 1948].
•ما هو إذن الحل العملي والحقيقي لمشكلة اللاجئين؟ من ناحية اللاجئين يجب ترميم المخيمات، أي هدم جميع المباني الرثّة وإقامة أحياء عصرية. ومن المهم إشراك اللاجئين في بناء بيوتهم. يجب بناء مدارس وروضات أطفال مع تجهيزات تكنولوجية متطورة وحواسيب وملاعب، ويجب إقامة مصانع تكون مصدراً للعمل. ويتعين على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك إسرائيل، إبداء التعاون وحل مشكلة اللاجئين مرة واحدة وإلى الأبد.