زيارة أولمرت العاجلة لروسيا للقاء بوتين دون حاشية وصحافيين لا تدل على كرامة ووطنية إسرائيلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمتع دائماً بمحبة زعماء إسرائيل وتقديرهم، فقد أحب الإسرائيليون قوة شخصيته التي يتظاهر بها وقدّروا سياسته المستندة إلى المصالح لا إلى الأيديولوجيا.

•إن رحلة إيهود أولمرت العاجلة إلى الكرملين اليوم من أجل لقاء بوتين بعد عودته من زيارة تاريخية قام بها للرئيس محمود أحمدي نجاد في إيران لا توحي بالتمسك بالكرامة الوطنية الإسرائيلية، وتعطي الانطباع بأن هناك شعوراً بالضيق والقلق والخشية من المواقف الروسية.

•في ديوان رئيس الحكومة وجدوا صعوبة كبيرة أمس في تقديم تفسيرات مقنعة لزيارة أولمرت الاستثنائية. بحسب الرواية الرسمية فإن أولمرت تحادث هاتفياً مع بوتين قبل نحو عشرة أيام واتفقا على أن يلتقيا "قريباً".

•إن ما نعرفه هو أن أولمرت سيبحث في موسكو موضوعين: القلق المتصاعد في إسرائيل جراء تقدم البرنامج النووي الإيراني وانهيار الجهد الدولي لفرض عقوبات على إيران، ومعارضة إسرائيل صفقات الأسلحة الكبيرة التي تنوي روسيا توقيعها مع إيران وسورية.

•يثير جدول الأعمال هذا بضعة أسئلة. إن أول سؤال يتبادر إلى الذهن يتعلق بإصرار أولمرت على أن إيران هي "مشكلة دولية لا إسرائيلية"، وإذا كان الأمر كذلك فإن زيارة الكرملين توحي بعكس ذلك تماماً. كما أظهرت أقوال رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، التي انطوت على تحذير من مغبة أن يؤدي امتلاك إيران للسلاح النووي إلى حرب عالمية ثالثة، أن إسرائيل ليست وحيدة في هذه المعركة، وأن لديها حليفاً مهماً.

 

•تثير زيارة أولمرت سؤالاً آخر يتعلق بالسياسة الداخلية في إسرائيل. فهو يسافر برفقة موظفي ديوانه فقط، ومن دون وزير الشؤون الاستراتيجية أفيغدور ليبرمان الذي سيبقى في إسرائيل. قبل بضعة أشهر فقط مدح أولمرت ليبرمان على دوره المهم في معالجة التهديد الإيراني وخصوصاً على نجاحه في فتح قناة للعلاقات مع بوتين ومعاونيه بشأن هذه القضية. لكن يبدو أن ذلك كله لم يكن مهماً بشكل كاف لكي يرافق ليبرمان أولمرت إلى الكرملين.

 

 

المزيد ضمن العدد 312