•الشعب الإسرائيلي شعب يسعى إلى السلام. إسرائيل لم تفوّت أي فرصة لإحراز السلام، ومع ذلك لا يجوز أن يؤدي تطلعنا إلى السلام إلى عدم التفريق بين السلام الحقيقيّ والسلام المتخيّل.
•إن أحد الشروط الأساسية للسلام الحقيقي هو وجود شريك حقيقي يكون قادراً وراغباً في جلب السلام لشعبه. من واجب القيادة المسؤولة في إسرائيل أن تتأكد أولاً من أن هناك عنواناً مسؤولاً في الطرف الآخر. وعليها أيضاً أن تصرّ على الأمن وعلى المصالح الحيوية الإسرائيلية، وأن تطالب الطرف الآخر بحلول وسط متبادلة. غير أن حكومة إيهود أولمرت لا تنفذ أي شرط من هذه الشروط الأساسية.
•لقد قررت حكومة أولمرت، في سبيل الوصول إلى أنابوليس، الإفراج عن مئات المخربين الفلسطينيين، وتسليم الفلسطينيين 25 سيارة مدرعة وألف بندقية رشاشة ومليوني رصاصة، وذلك خلافاً لتوصية الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية. هل يوجد لدى أي منا أدنى شك في هوية الطرف الذي سيحصل على هذه الأسلحة، وفي هوية الجهة التي ستوجه إليها في المستقبل؟
•ما الذي حصلت إسرائيل عليه؟ الجواب: لا شيء. يجدر بنا، على الأقل، أن نتعلم من التجربة السابقة. ففي مؤتمر كامب ديفيد الثاني منح إيهود باراك الفلسطينيين كل شيء، ولم تحصل إسرائيل إلا على إرهاب المنتحرين، لأنه لم يكن هناك شريك [فلسطيني] حقيقي، ولأن المفاوضات جرت على طريقة الهواة وبصورة فاشلة.
•هذا هو الوضع الآن أيضاً. إن توقيع اتفاق دائم مع أبو مازن الضعيف سيكون أشبه بإقامة بناية متعددة الطبقات من دون أساس متين. وعاجلاً أو آجلاً ستنهار هذه البناية فوق رؤوسنا.