•وضعت إسرائيل أمام الفلسطينيين الشرط التالي: اعترفوا بنا "دولةً يهودية". فأجاب الفلسطينيون: عرّفوا أنفسكم كما تشاؤون. إنهم على حق، فالأمر الذي يجب أن يهمنا هو كيف سيعرّف الفلسطينيون دولتهم التي ستقام في المستقبل. هل ستكون "دولة الفلسطينيين"، أم "دولة سكان الضفة الغربية وقطاع غزة" فقط؟ هل ستكون الحل المرجو لـ "المشكلة الفلسطينية"، أم مجرد جواب جغرافي على تطلعات الفلسطينيين في المناطق المحتلة إلى الاستقلال؟
•قبل 60 عاماً، عند إنشاء إسرائيل، اعترفت الأمم المتحدة بها باعتبارها دولة يهودية. ولو أن زعماء الييشوف [التجمع السكاني اليهودي في فلسطين قبل سنة 1948] قرروا تسمية الدولة الجديدة "دولة اليهود" لا "دولة إسرائيل" لكان العالم قبل هذا الأمر باعتباره بديهياً.
•إن موضوع الدولة اليهودية يعود الآن إلى صدارة جدول الأعمال في سياق الدولة الفلسطينية. ففي سنة 2000، بعد فشل قمة كامب ديفيد بين إيهود باراك وياسر عرفات، اقترح الرئيس الأميركي بيل كلينتون خطوطاً عامة لإنهاء الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني (خطة كلينتون). وقد ورد فيها أن حل الصراع "يستند إلى دولتين: دولة فلسطين باعتبارها بلد الفلسطينيين ودولة إسرائيل باعتبارها بلد اليهود". وأمل كلينتون، حتى ساعات ولايته الأخيرة، أن يقبل عرفات خطته، غير أن الأخير لم يتصور حتى في أحلامه أن يوافق على وضع تعرّف فيه الدولة الفلسطينية الجديدة بأنها البيت القومي الوحيد للفلسطينيين عامة. وقد أدرك أنه إذا اعتبرت فلسطين "دولة الفلسطينيين" في نظر العالم، فلن يبقى هناك حق العودة.
•يجب أن يكون المطلب الإسرائيلي غير القابل للمساومة من القيادة الفلسطينية الحالية هو تعريف الدولة الفلسطينية التي ستقام في المستقبل باعتبارها وطن الفلسطينيين.