"لقاء" أنابوليس القصير.. محوره "عملية سلام" تساعد الولايات المتحدة على توطيد تحالفاتها في المنطقة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•يبدو أن وزارة الخارجية الأميركية تبنت فيما يتعلق بمؤتمر أنابوليس الصيغة التالية: كلما حضرت وفود أكثر إلى المؤتمر سيكون من الصعب اعتباره فاشلاً. هذا هو السبب الكامن خلف إرجاء إرسال الدعوات إلى المؤتمر حتى اللحظة الأخيرة، إذ رغب الأميركيون في أن تشتمل الدعوة على صيغة تمكّن الرافضين، وعلى رأسهم السعودية وسورية، من الحضور.

•كان الأميركيون على حق عندما أطلقوا صفة "لقاء" على هذا الحدث، لكنهم نسوا أن يضيفوا إليها كلمة "قصير". مع هذا فقد تم تكريس الأيام القليلة الفائتة للقيام باتصالات حثيثة في محاولة لإقناع السعوديين بإرسال وزير الخارجية، لا السفير لدى واشنطن، وكذلك لإقناع السوريين بحضور المؤتمر.

•في الوقت نفسه بدأ الأميركيون التحضير لخط الرجعة، تحسباً لظهور عقبات في هذا الشأن. وقالت دانه فرينو، الناطقة بلسان الرئيس جورج بوش: "لا يجوز اتهامنا بأننا لم نحاول أن نجمع الطرفين معاً". وعملياً هذا هو الإنجاز الوحيد الذي يرغب الأميركيون فيه، أي أن يعترف العالم بأنهم فعلوا ما يمكن فعله.

 

•في سنة 2003 دس الأميركيون خريطة الطريق في حلق أريئيل شارون، كي يساعدوا رئيس حكومة بريطانيا في ذلك الوقت، طوني بلير، على مواجهة النقد الداخلي لتورط بلده في العراق. وها هم يعقدون لقاء أنابوليس الآن لأسباب مشابهة. لن يكون السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني هو المحور في أنابوليس، وإنما "عملية سلام" تساعد الولايات المتحدة في توطيد الائتلاف الشرق الأوسطي الذي تحتاج إليه كي تجعل العراق مستقراً، وكي تكبح جماح إيران.