لماذا ليس سورية؟ لأن دمشق لن تتخلى عن حلفها مع طهران من أجل علاقات مع إسرائيل وأميركا مشكوك في جدواها
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

يزداد الانطباع، خلال الأيام القليلة الفائتة، بأن قيادة الجيش الإسرائيلي تؤمن أنه يمكن بسرعة التوصل إلى تسوية سياسية مع سورية، وخلاصة ما تقوله للمؤسسة السياسية وللجمهور العريض هو ما يلي تقريباً: لن تنجح أي خطوة مع الفلسطينيين، بينما إذا أعطينا سورية هضبة الجولان فسنحصل على سلام معها، وننتزعها من محور التحالف مع حزب الله وإيران.

•إن هذا التفكير يذكرني بتعامل إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل نحو 15 عاماً، حين اعتقدنا أن مجرد التفاوض وتوقيع اتفاقات معها سيؤديان إلى نشوء شرق أوسط جديد.

•إن الفكرة المتعلقة بسورية جذابة، غير أنها تنطوي على عيب جوهري واحد، هو قراءة غير صحيحة للخريطة الاستراتيجية السورية. فسورية معنية فقط بالكلام على تسوية مع إسرائيل، تماماً مثلما كانت الحال عليه طوال التسعينيات من القرن الماضي خلال فترة حكم حافظ الأسد، لكنها لا تريد، فعلياً، تسوية سلمية تضطرها إلى دفع "أثمان مؤلمة"، كما ستفعل إسرائيل التي ستتنازل عن هضبة الجولان كلها.

•لن تتخلى دمشق عن تحالف استراتيجي مستمر منذ عشرات الأعوام مع إيران التي توشك أن تصبح قريباً دولة إقليمية عظمى ذات قدرة نووية، من أجل علاقات مشكوك فيها مع إسرائيل، ومن أجل حوارات واتصالات مع دولة عظمى مثل الولايات المتحدة، لا صدقية لها في نظرها.

•كما أن دمشق لن تفض تحالفها مع حزب الله، لأنه يشكل الضمانة الوحيدة لممارسة الدور السوري في لبنان، وهو دور مهم من ناحية سورية، أكثر من استعادة هضبة الجولان. وعلاوة على ذلك فإن سورية ستصبح مجرد دولة فقيرة وهامشية، من دون لبنان و"راية النضال"، ومن دون حالة الطوارئ المستمرة منذ عشرات الأعوام بسبب إسرائيل.

 

•إن الرسالة التي يبثها موقف قيادة الجيش الإسرائيلي لا تنطوي على الردع، والصورة التي ستُرسم تبعاً لذلك في العواصم العربية، هي أن الجيش الإسرائيلي غير معني بعملية عسكرية كبيرة في غزة، وأنه يخشى ترسانة الصواريخ الموجودة لدى حزب الله وسورية وإيران في الجبهة الشمالية.