يدفع من يدفع في الآخر: إسرائيل هي التي ستدفع ثمن اجتياحاتها في السياسة لأن حماس تزداد تجذراً في الشارع الفلسطيني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•مرة أخرى انغلقنا على معايير خاصة بنا في رؤيتنا للنزاع مع الفلسطينيين، كما لو أن إسرائيل و "حماس" هما اللاعبان الوحيدان في المشهد الإقليمي، وكما لو أن الوضع في المناطق الفلسطينية [المحتلة] لا يؤثر فينا. ألا ينبغي لعمليات قصف المدنيين الفلسطينيين في قلب الأحياء السكنية أن تُفشل المفاوضات مع قادة فلسطينيين؟ وهل ليس من شأن صور الأطفال الممزقين من غزة التي تبثها التلفزة العربية أن تعرقل الجهود الرامية إلى وقف سيطرة المتعصبين الإسلاميين على الدول المجاورة لإسرائيل؟ وهل لا توجد علاقة بين الحرب الدائرة جنوب غربي النقب وبين مؤتمر القمة العربية في دمشق في أواخر هذا الشهر؟

•صحيح أن إسرائيل كانت الطرف الرابح من حيث مؤشر الخسائر البشرية والمعاناة العامة، لكنها ستدفع ثمن ذلك من ناحية المؤشر السياسي والأمني والأخلاقي والديموغرافي. في مقابل ذلك يمكن لـ "حماس" أن تجعل من الجنائز في غزة مسيرات انتصار على ما تبقى من الشركاء الفلسطينيين أنصار حل الدولتين.

•يصدر قريباً كتاب من تأليف المستشرق الدكتور ماتي شتاينبرغ، الذي كان مستشاراً لرئيس جهاز الأمن العام (شاباك)، يؤكد فيه أن حملة "السور الواقي" في الضفة الغربية في سنة 2002 كلفت إسرائيل ولا تزال ثمناً باهظاً، وذلك بسبب "الفراغ السلطوي" الذي تسببت به لدى السلطة الفلسطينية، والذي سرعان ما ملأته "حماس" والجهاد الإسلامي.

 

•إن ما تسعى "حماس" له الآن هو استنساخ سابقة السيطرة على قطاع غزة، في حزيران/ يونيو 2007، في الضفة الغربية. إذا ما حدث ذلك فإن إسرائيل ستدفع الثمن بقيام "حماسْتان" مهددة للأردن في الضفة الغربية، علاوة على دولة للإخوان المسلمين قائمة في غزة وتضعف العلاقات بمصر.