ليس هناك ضربات خاطفة في غزة: لا حل عسكري سحري بالنسبة لمعضلة غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•من غير الواضح بعد كيف سلّمت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إلى الآن، بواقع إطلاق الصواريخ المستمر منذ سبعة أعوام على بلدة سديروت والبلدات المحاذية لغزة. وقد درج سكان سديروت على أن يرددوا لوسائل الإعلام أنه لو أُطلقت الصواريخ على تل أبيب لقامت الدنيا في إسرائيل ولم تقعد.

•عندما تحول صاروخ القسام مؤخراً إلى صاروخ غراد، وأصبح مداه 20 كيلومتراً، وأصبح في إمكان "حماس" إطلاقه على مدينة عسقلان، تحول ذلك التسليم لدى قيادة الدولة إلى غضب عام وتحركت غريزة الانتقام، وباتت هناك مطالبات بالتوغل في غزة وتدميرها.

•إن سيطرة "حماس" على غزة، بعد قيامها بطرد "فتح" منها بالقوة، جعلت مبادرة أنابوليس ومحادثات السلام مهزلة. صحيح أن أبو مازن يسيطر على المقاطعة، إلا إنه خسر نصف شعبه، الذي يواصل خوض حرب نشطة ضد إسرائيل.

•لقد استخلصت "حماس" في غزة عبراً من حرب لبنان الثانية، وهي أن الجيش الصهيوني فقد قوة الردع، ولم يعد الجيش الذي لا يُقهر، وأن نقطة ضعفه هي الجبهة الداخلية، وأنه حساس تجاه حياة جنوده. كل ما كان على "حماس" عمله هو قراءة تقرير لجنة فينوغراد.

•إن المطالبات بالتوغل في غزة وتوجيه ضربة إلى "حماس"، لا تستند إلى تفكير سليم. ولحسن حظنا فإن الذين يقفون على رأس المؤسسة الأمنية في الوقت الحالي هم أناس أكفاء. إن وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة عاقلان، ولن ينجرا وراء دعوات شعبوية لـ "فرض النظام" في غزة. إن احتلال غزة أو القضاء على "حماس" في الوقت الحالي هما مجرد رغبة دفينة، أكثر من كونهما خياراً عملانياً معقولاً.

 

•عملياً تجري إسرائيل مفاوضات غير مباشرة مع "حماس" بشأن الإفراج عن غلعاد شليط، كما أنها تلقت رسائل من طرف ثالث بشأن استعداد الحركة للتباحث في وقف إطلاق النار. ويعتبر هذان الأمران طرف خيط للتحادث مع "حماس"، ويجدر بنا أن نجرب ذلك.