لا سياسة إسرائيلية تجاه غزة بل عمليات عسكرية متواصلة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

•يمكن لرئيس الحكومة، إيهود أولمرت، أن يعلن أنه غير معني بعملية عسكرية برية واسعة النطاق في غزة، لكن إسرائيل تنجر عملياً إلى داخل قطاع غزة، خطوة وراء خطوة. وفي وسع الذي يعتقد ذلك أن يجد أوجه شبه بين المرحلة الحالية من المواجهة في غزة، وبين الأسابيع الأولى لحرب لبنان الثانية.

•في صيف 2006 [أي لدى اندلاع حرب لبنان الثانية] حاول الجيش الإسرائيلي، في البداية، أن يواجه تهديد الصواريخ بواسطة تفعيل سلاح الجو من بعيد. فالعملية العسكرية البرية، التي هدفت إلى السيطرة على بضع مناطق تُطلق منها الصواريخ في الوقت نفسه، لم تبدأ إلا بعد 32 يوماً، عندما أصبح اتفاق وقف إطلاق النار جاهزاً، أمّا في حرب غزة فلا نزال بعيدين عن المرحلة البرية الأوسع نطاقاً، غير أن الجيش الإسرائيلي سيجد نفسه في عمق غزة، في حالة  استمرار تفاقم الوضع بحسب وتيرة الأيام القليلة الفائتة، على الرغم من أن رئيس الحكومة غير معني بذلك (سوية مع قادة الجيش).

•إن ما يمنع شن عملية برية واسعة النطاق في غزة، في المرحلة الحالية، هو الخشية من قيام لجنة فينوغراد أخرى، وأيضاً من اعتبارات تتعلق بحالة الجو، إذ إن الجيش الإسرائيلي يفضل أن يخوض حروبه الكبرى في الصيف أو من الربيع. ومن المتوقع، في ضوء ذلك، أن نشهد تصعيداً للأوضاع في المرحلة القريبة المقبلة، وصولاً إلى تحوّل حرب غزة الأولى إلى حرب شاملة.

•لقد استهدفت العملية العسكرية التي قامت بها وحدة "إيجوز" بمساعدة سلاح الجو وقوات برية أخرى أمس، وأسفرت عن مقتل 17 فلسطينياً، بينهم نجل محمود الزهار، بضع مناطق في شمالي غزة تُطلق منها القذائف الصاروخية. وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة، غابي أشكنازي، أن " الجيش الإسرائيلي سيوسع عملياته في غزة، إذا كان هناك حاجة إلى ذلك". ويتناقض إعلان أشكنازي مع إعلان أولمرت أول من أمس أنه "يوصي بعدم التورط" في غزة.

 

•إن هذا التناقض يطرح السؤال: ما هي السياسة الإسرائيلية إزاء غزة؟ الجواب هو أنه لا توجد سياسة. ففي هذه الأثناء يجري الانتقال من عملية عسكرية إلى أخرى، مع الابتهال لأن يكون عدد المصابين في الجبهة الإسرائيلية الداخلية قليلاً.