•يبدو أن لجنة فينوغراد لا تنوي أن تزلزل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، بعد عام ونصف عام على زج الحكومة للجيش الإسرائيلي في أتون حرب لبنان الثانية، تماماً كما فعلت لجنة أغرانات التي حققت في نتائج حرب يوم الغفران [في تشرين الأول/ أكتوبر 1973]. ويبدو أيضاً أن التقرير النهائي للجنة فينوغراد فقد أهميته من الناحية الفعلية بعد أن استقال معظم المتورطين في إخفاقات الحرب.
•علاوة على ذلك فإن الجيش الإسرائيلي ليس بحاجة إلى استنتاجات اللجنة كي يستخلص العبر المطلوبة، وهناك شك في ما إذا كان هناك موضوعات لم يناقشها الجمهور العريض. كما أن مرور الوقت جعل رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، بمنأى عن النقد العام والسياسي. ولا توجد لدى الشعب في إسرائيل الرغبات والطاقات التي سبق أن حركته وجعلته يخرج إلى التظاهر في الشارع.
•عندما خرج الجمهور الإسرائيلي في تظاهرات مطالباً باستقالة غولدا مئير وموشيه دايان [بعد حرب الغفران]، وخرج بعد ذلك بنحو عشرة أعوام مطالباً باستقالة أريئيل شارون [في أعقاب مجازر صبرا وشاتيلا سنة 1982] فقد كان مطلبه الرئيسي هو أن يتحمل القادة المسؤولية الشخصية. غير أن الجمهور الإسرائيلي في سنة 2008 يبدي ضعفاً، وليس لديه أي ذرة مسؤولية للمطالبة باستقالة رئيس الحكومة. وهذا الضعف العام يتيح للسياسيين إمكان مواصلة الجلوس على مقاعد الحكومة والكنيست. وعلى ما يبدو فإن أولمرت لن يترك منصبه كما فعلت غولدا مئير في حينه.