الهدنة مع "حماس" ليست الحل.. الهدوء مكسب تكتيكي يهدد بفشل استراتيجي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•بعد حرب الأيام الستة [حزيران/ يونيو 1967] وحتى كانون الأول/ ديسمبر 1987 سمحت السلطات الإسرائيلية الأمنية لفرع الإخوان المسلمين في المناطق [المحتلة] بإقامة بنية تحتية دينية واجتماعية واقتصادية أدت، مع اندلاع الانتفاضة الأولى، إلى تأسيس حركة "حماس". وكان الهدف من وراء ذلك إضعاف العناصر العلمانية في منظمة التحرير الفلسطينية، التي لجأت إلى الإرهاب من أجل إحراز دولة فلسطينية.

•لم تدرك هذه السياسة الإسرائيلية القصيرة النظر الاستراتيجيا البعيدة المدى للإخوان المسلمين. وقد أدى طرد 415 شخصاً من "حماس" والجهاد الإسلامي، في كانون الأول/ ديسمبر 1992، إلى جنوب لبنان، ومن ثم إعادتهم إلى المناطق [المحتلة] بعد اتفاقات أوسلو، إلى تبني العمليات الانتحارية كأداة استراتيجية لتخريب العملية السلمية. وهكذا أصبحت "حماس"، بدءاً من الانتفاضة الثانية [في أيلول/ سبتمبر 2000]، العمود الفقري للمقاومة الفلسطينية ضد وجود إسرائيل.

•خلال أعوام الانتفاضة الثانية الدموية فضلت إسرائيل أن تقوّض البنية التحتية للسلطة الفلسطينية بدلاً من التعرض لقيادة "حماس". ولم تتعرض لها إلا في تشرين الأول/ أكتوبر 2004، لدى اغتيالها الشيخ أحمد ياسين ونائبه عبد العزيز الرنتيسي.

•بعد موت ياسر عرفات، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، فضلت حكومة أريئيل شارون أن تنسحب من غزة بصورة أحادية الجانب من دون اتفاق، مع أنه كان واضحاً للجميع أن "حماس" ستسيطر على غزة، وستواصل منها معركتها في الضفة الغربية. وفي وقت لاحق سمحت إسرائيل لـ "حماس" بأن تشترك في الانتخابات، وأن تسيطر على السلطة الفلسطينية من ناحية سياسية، وأن تنشئ قوة عسكرية مستقلة مشابهة لقوة حزب الله، وأن تحتل غزة من دون أن تبدر عنها ردة فعل جادة.

•من شأن قبول الهدنة أن يعني انتصاراً استراتيجياً لـ "حماس" وحلفائها، إذ إن الحركة ستصبح القوة الرائدة للكفاح الوطني في نظر السكان الفلسطينيين، وستحصل بسرعة على شرعية دولية، وستعزز سيطرتها الاقتصادية والسياسية بمساعدة الأسرة الدولية، وستطور قدرة ردع عسكرية ضد إسرائيل عن طريق عمليات تهريب الأسلحة المكثفة عبر الحدود المصرية.

•في غضون عام أو عامين ستنمو على حدودنا الجنوبية دولة متطرفة متحالفة مع إيران وسورية وحزب الله، مع وجود احتمال كبير بأن تسيطر أيضاً على الضفة الغربية، وتؤثر في استقرار الأردن ومصر، وربما في الحركة الإسلامية داخل إسرائيل.

 

•يتوجب على إسرائيل أن تواصل معركتها ضد تعاظم قوة "حماس" في غزة، وذلك باتباعها سياسة صارمة تشمل التعرض لقيادة هذه الحركة والقيام بعملية عسكرية برية في غزة إذا اقتضت الحاجة ذلك.