•خلافاً للاعتقاد السائد فإن "الخيار العسكري" لدى الجيش الإسرائيلي في مواجهة غزة لا يشمل عملية عسكرية برية واسعة لاحتلال قطاع غزة كافة، على غرار حملة "السور الواقي" في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] في سنة 2002. وسوف تنجرّ المؤسسة السياسية إليه فقط إذا لم تنجح في وقف إطلاق صواريخ القسام، بواسطة خطوات محدودة أكثر.
•إن عدم إبداء الحماسة لعملية برية واسعة ناجم عن أن "حماس" قد استغلت الوقت الذي مضى منذ الانفصال وأقامت ما يشبه الجيش، وزودته بكميات هائلة من السلاح. ولذا باتت أي عملية لاحتلال غزة تتطلب تحريك بضعة ألوية وتجنيد جيش الاحتياط، الأمر الذي قد يؤدي إلى وقوع كثير من الضحايا.
•يكمن العائق الكبير لعملية برية واسعة، علاوة على الخوف من عدد الضحايا، في أن هناك إمكاناً في أن يبقى الجيش الإسرائيلي عالقاً في عمق القطاع لفترة طويلة ومن دون خطة للخروج منه.
•مهما يكن الأمر، فإن الجيش الإسرائيلي قد يحاول تنفيذ عملية برية محدودة لاحتلال "مواقع سيطرة" في القطاع، من أجل الامتناع من احتلاله كله. وفي هذه الحالة من المنطقي أن يسيطر على بضع مناطق في شمال القطاع، التي تُطلق منها الصواريخ على سديروت وعسقلان، كما قد يسيطر، مرة أخرى، على محور فيلادلفي في محاولة لوقف عمليات تهريب الأسلحة إلى عمق القطاع، التي تجري الآن من دون رقيب أو حسيب.
•إن الأمر الأكيد هو أنه حتى في حالة نجاح أي عملية عسكرية برية، فلن يكون في إمكانها أن تضمن الهدوء لسكان النقب الغربي فترة طويلة.