أدى التصعيد الذي شهدته الجبهة الجنوبية خلال اليومين الفائتين إلى إطلاق الدعوات، مجدداً، إلى شن عملية برية واسعة في القطاع. وخلال اجتماعات داخلية عقدتها المؤسسة الأمنية أمس قالت جهات عسكرية إن الجيش الإسرائيلي أكمل مؤخراً خططه استعداداً لهذا الاحتمال. ومع ذلك لا يبدو متوقعاً شن عملية كهذه خلال الأيام القليلة المقبلة. فقيادة الجيش الإسرائيلي معنية بارتقاء "درجة أخرى من التصعيد" قبل القيام بعملية واسعة.
ومع أن وزير الدفاع إيهود باراك أمس قال في الاجتماعات الداخلية: "يجب أن نستعد للتصعيد. إن العملية البرية الكبيرة [مسألة] حقيقية وملموسة"، إلا إن قيادة الجيش الإسرائيلي تفضل الانتظار حتى تتحسن حالة الطقس، الأمر الذي سيسهّل على سلاح الجو مهمة مساعدة القوات البرية من على ارتفاع كبير.
وقد أوضح نائب وزير الدفاع متان فيلنائي صباح اليوم أن الجيش الإسرائيلي ينوي ضرب المنظمات "الإرهابية" رداً على استمرار إطلاق الصواريخ على جنوب البلد. ففي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي قال فيلنائي إن الفلسطينيين "يتسببون لأنفسهم بكارثة كبيرة، لأننا سنفعّل كل قوتنا بأي صورة سنراها ملائمة". وعلى حد قوله فإن الجيش الإسرائيلي لن يتورع عن أي شيء، والفلسطينيون يفهمون ذلك. وأضاف: "يوجد هناك زمرة من عديمي المسؤولية، وعليها وحدها تقع المسؤولية دون سواها. إنها تتصرف وكأنها تدعونا إلى ذلك، وهذا ما ستناله". وتابع بالقول إن الجيش الإسرائيلي سيجعل "حماس" تفكر مرتين في الأعمال التي تقوم بها، وقال: "إننا نتقدم في مراحل، ونحن نقترب من [تفعيل] قوتنا الكاملة. لن نتورع عن أي شيء كي نبعد إطلاق الصواريخ ونوقفه بقدر المستطاع".
وفعلاً، يخيم على الجيش الإسرائيلي جو "حرب مصغرة". لقد بدأت قوات الجيش خلال اليومين الفائتين العمل، بصورة مكثفة لم يعهد لها مثيل منذ الانفصال عن القطاع، ضد أهداف بنى تحتية تابعة لحركة "حماس" على امتداد القطاع.
وفي المشاورات الأمنية التي جرت أمس قالت جهات استخبارية في تقويمات قدمتها بشأن الوضع إنه في حين أن "حماس" تلقت ضربة عسكرية مهمة خلال الأيام القليلة الفائتة، إلا إن التأييد الشعبي لها لم يقلّ، وعلى الرغم من الهجمات الإسرائيلية والحصار الاقتصادي المفروض على القطاع، فإن التأييد الشعبي لها في غزة والضفة الغربية يسير أيضاً بخط تصاعدي.