الجيش الإسرائيلي: الصواريخ على عسقلان تقرب الحرب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قد يؤدي التصعيد الحالي إلى عملية إسرائيلية واسعة في قطاع غزة. فإن قرار حركة حماس إدخال عسقلان، بسكانها البالغ عددهم 110,000 نسمة، في مرمى الصواريخ الدائم المنطلقة من غزة، هو قرار خطأ. لا يكفي أن الحكومة الإسرائيلية لا تنجح في تقديم حل لمحنة سكان سديروت المستمرة، بل يتوجب عليها الآن التصدي لمشكلة أكبر في عسقلان. إن الاستنتاج الذي ستتوصل إليه إسرائيل، حتى لو تأخر تنفيذه شهراً أو شهرين، قد يكون شن حملة عسكرية واسعة في القطاع، وقد لـمّح وزير الدفاع باراك إلى ذلك أمس... لقد بدا أمس أن التصعيد خرج عن نطاق السيطرة".

وقد أُطلق على إسرائيل أمس ما يزيد على 30 صاروخاً (نحو 90 صاروخاً خلال اليومين الفائتين)، بينها صاروخ كاتيوشا أصاب منزلاً في عسقلان إصابة مباشرة. وأصيب ثلاثة إسرائيليين في رشقات الصواريخ التي أطلقت أمس. أما في الجانب الفلسطيني فكان ميزان الدماء أفدح بما لا مجال لمقارنته، إذ هاجم سلاح الجو 22 هدفاً خلال 24 ساعة، وكان بين الأسلحة التي استخدمها قنابل تزن طناً. ومُني الفلسطينيون بما لا يقل عن 20 قتيلاً، خمسة منهم من الأطفال. وخلال اليومين الفائتين قتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 14 مدنياً. 

لكن إلى أن يشن الجيش الإسرائيلي الهجوم، الذي يوجد خلاف كبير داخل القيادة السياسية وأيضاً داخل هيئة الأركان العامة بشأن فرص نجاحه، هناك خطوات فورية يتوجب على إسرائيل القيام بها. وقد قرر وزير الدفاع باراك أمس تفعيل نظام صفارات الإنذار أيضاً في عسقلان، بعد أشهر من التأجيل. كما أجرى سلسلة اتصالات هاتفية سياسية بوزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا، والمنسق المنتدب من اللجنة الرباعية طوني بلير، ومدير المخابرات المصرية الجنرال عمر سليمان. ويبدو أن الغاية من الاتصالات كانت تمهيد الساحة الدولية لإمكان قيام إسرائيل بعمل بري. 

في المقابل، فإن "حماس" تعبر [في تصريحاتها] عن خط متطرف غير مهادن. لكن على الرغم من التصريحات المتشددة فإن الحركة تمر بمحنة، وهي ليست ناجمة عن خسائرها فحسب بل أيضاً عن تراجع تأييدها في أوساط الرأي العام في غزة.