تصعيد محسوب آخر.. لا بد أن القتلى الخمسة في الاستهداف المباشر كانوا يشكلون خطراً فورياً يستأهل احتمال الرد المتوقع من "حماس"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•ردت "حماس" أمس على اغتيال خمسة من ناشطيها بـ"عرض" لنوعية الأسلحة التي في حيازتها تمثّل في إطلاق أكثر من 40 صاروخ قسام على سديروت وبلدات النقب الغربي، منذ ساعات ما بعد الظهر فصاعداً، أسفرت عن مقتل طالب جامعي في "كلية سبير" وإصابة بضعة مواطنين آخرين. كما سقطت صواريخ أخرى في مدينة عسقلان تسببت بإثارة الرعب وتعطيل التيار الكهربائي بصورة جزئية.

•إن سقوط أحد الصواريخ في مستشفى برزيلاي في عسقلان، أمس، يؤكد بصورة ملموسة أن عشرات الآلاف من الإسرائيليين الآخرين أصبحوا في مرمى صواريخ "حماس"، كلما شاءت ذلك. وليس من المستبعد أن تكون "حماس" قادرة على أن ضرب مدينة أسدود في حالة حدوث تصعيد أكبر، مثل قيام الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية برية واسعة في القطاع.

•لا شك في أن الذين اتخذوا قرار تنفيذ عملية الاغتيال في غزة، وهم رئيس الحكومة ووزير الدفاع، وربما وزيرة الخارجية، أخذوا ردة الفعل القاسية في الاعتبار، فمنذ فترة طويلة تحاول "حماس" أن تكرس ميزان ردع في مواجهة إسرائيل في القطاع، يكون محوره الرد على أي تعرض لعدد كبير من ناشطيها.

•إن حركة "حماس" تحاول، أساساً، أن تخرج عمليات الاغتيال الإسرائيلية من معادلة القتال. ويبدو أنهم يعتقدون في الحركة أنه إذا ما دفعت إسرائيل ثمناً باهظاً لتلك العمليات، فمن الممكن أن ترتدع عن القيام بها.

•من المعروف أن الناشطين الخمسة الذين اغتيلوا عادوا إلى القطاع في الشهر الفائت في إثر إسقاط الجدار الحدودي بين رفح ومصر في محور فيلادلفي، وذلك بعد أن تدربوا في إيران وسورية. وقد لـمّحوا في جهاز الأمن العام إلى أنهم كانوا يتدربون بصورة مكثفة على تنفيذ "مشروع مهم". فهل كان المقصود القيام بعملية اختطاف أخرى [لجنود إسرائيليين]؟ أو بعمليات انتحارية؟

 

•من المتوقع أن ترد إسرائيل على إطلاق الصواريخ أمس، غير أن ردها لن يشمل في الوقت الحالي إدخال قوات برية كبيرة إلى القطاع، فالتحضيرات لذلك لم تنته بعد. وقد يتم القيام بعملية برية كبيرة في الربيع المقبل، وحينها سنرى أن إسرائيل ستفضل احتلال مناطق محددة في القطاع وستمتنع، قدر الإمكان، من احتلاله كله.