•إن السؤال الأهم في قضية التجسس الإسرائيلية الحالية هو: لماذا الآن؟ ولماذا إثارتها؟ بكلمات أخرى: لماذا قرر شخص ما في شعبة إحباط التجسس في مكتب التحقيقات الفدرالي، أو في وزارة العدل الأميركية، أن يقدم مسناً يهودياً إلى المحاكمة بسبب عمل قام به قبل 25 عاماً؟ ما هي الدوافع وراء هذا الموضوع الذي لا شك في أنه سيمس مكانة إسرائيل لدى الولايات المتحدة؟
•قد يكون ما حدث من قبيل المصادفة، لكن يجوز أيضاً أن ننظر إلى انفجار هذه القضية على خلفية سياسية أوسع. إن الذين يعملون في أجهزة الاستخبارات الأميركية وفي الإدارة الأميركية ليسوا كلهم مؤيدين لإسرائيل، إذ توجد بينهم عناصر معادية لها، أو لديها مصالح تتناقض مع مصالحها.
•هناك عناصر في الإدارة الأميركية ذاتها تمقت تيار المحافظين الجدد، الذي قاد إدارة جورج بوش خلال معظم أعوام ولايتها. وبالنسبة إلى هذه العناصر، فإن هؤلاء المحافظين الجدد هم يهود أميركيون متطرفون ألحقوا كارثة بالولايات المتحدة، ومن شأن قضية كهذه أن تخدمهم. كما أن هناك عناصر في وزارة الخارجية الأميركية تتعامل، تقليدياً، بقدر من الريبة مع إسرائيل.
•إن جهاز التجسس الإسرائيلي توقف عن ممارسة أي نشاط استخباري في الولايات المتحدة منذ أن كُشفت قضية بولارد، إذ أدركت إسرائيل، جيداً، أن الأميركيين لا يسامحون الذي يخون ثقتهم. على هذه الخلفية يجب أن ننظر بخشية كبيرة إلى قضية التجسس الجديدة. ويبدو أن القسم الأخطر في قضية كديش هو محاولة طمسها التي تنطوي على خرق فظ للتعهدات الإسرائيلية. إن الأمر الأكيد هو أن هذه القضية ستؤدي إلى نتائج سيئة.