•منذ عامين ووسائل الإعلام الإسرائيلية تكاد تكون مشغولة بالسؤال عن التقصير الاستخباري المتعلق بعجز جهاز الأمن العام عن العثور على غلعاد شاليط [الجندي الإسرائيلي المختطف في غزة]. إن الجواب عن ذلك السؤال بسيط للغاية، وهو عدم وجود سيطرة لجهاز الشاباك على غزة تتيح له إمكان العثور عليه، كما هي الحال في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
•غير أن هناك أسئلة أهم من ذلك السؤال، ومنها: لماذا قررت المؤسسة السياسية الإسرائيلية، منذ اليوم الذي اختطف شاليط فيه [حزيران/ يونيو 2006]، أن تجعله رافعة تغيّر بواسطتها الواقع القائم في المناطق [المحتلة]؟ وهل شاليط، مثله مثل سكان سديروت، مجرد واسطة تدفع القيادة الإسرائيلية ضريبة كلامية من أجل سلامته، وفي الوقت الذي تستخدمه سوراً واقٍ لتبرير عملياتها العدوانية وعديمة الفائدة في غزة؟ ولماذا نتواطأ مع وضع كهذا، على الرغم من إدراكنا أن حل المشكلة يكمن في واحد من خيارين فقط، فإمّا أن نحرر الجندي المختطف، وإمّا ندفع ثمن الإفراج عنه الذي يطالب العدو به؟
•لا أحد لدينا يطرح هذه الأسئلة بصوت عال، غير أن ما يجب قوله هو أنه منذ يوم الذي اختطاف شاليط، فإن المزاج المسيطر على القيادة الإسرائيلية جعله في مرتبة ثانوية من سلم أولوياتنا، إذ بحسب هذا المزاج فإن المعركة الحقيقية هي مع إيران، لا من أجل الإفراج عنه. وفي إطار ذلك أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن "إسرائيل لن تجري أي مفاوضات من أجل الإفراج عن الأسرى".