لا يمكن "كشف" كل قطاع غزة (حول الرد الإنتقامي على كمين "حماس")
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

•يمكننا أن نحمّل "حماس" وزر المسؤولية عن التصعيد الأخير في قطاع غزة، فهي ترغب في جر إسرائيل إلى تصعيد ممارساتها العنيفة في غزة، غير أنه لا يجوز لإسرائيل أن تقع في هذا الفخ.

•إن الانطباع المتكون من عملية الجيش الإسرائيلي، في أعقاب الكمين الدموي أول من أمس، هو أن الأمر يتعلق مرة أخرى بعملية انتقامية لا أكثر. إن ردة الفعل هذه على عملية قامت بها منظمة "مقاومة"، لا تليق بدولة وجيش نظامي. كما أن سقوط أكثر من 20 قتيلاً فلسطينياً، بينهم صحافي وبضعة أطفال، خلال يوم واحد، هو نتيجة حتمية لعملية من هذا القبيل. إن إسرائيل تتصرف، بذلك، وفقاً لقواعد اللعبة التي تتبعها "حماس"، كما لو أن هناك حرباً بين عصابتين لا نهاية لها.

•لقد صرح وزير الدفاع، إيهود باراك، أول من أمس، أنه "يتعين على إسرائيل أن تتصرف بحكمة وعقلانية، لا بحسب نزواتها". غير أن تصريحه هذا لا يتماشى مع الطريقة التي اختار الجيش الإسرائيلي أن يرد بها على كمين "حماس".

 

•هذا هو الوقت الملائم لإعادة التذكير بأن الطريق الوحيدة لضمان سلامة السكان فعلاً في المستوطنات المحاذية لغزة، تكمن في الجهود السياسية للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار يشمل أيضاً وضع حد للحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وفتح الحدود مع مصر، وخلق جو آخر تشعر فيه بأن "حماس" لديها ما تخسره. إن إسرائيل لم تستنفد الإمكانات كلها للتوصل إلى اتفاق من هذا القبيل، كما أنه ليس في إمكان أي عملية عسكرية، أو أي عملية انتقامية، ولا حتى احتلال غزة مرة أخرى، أن تؤدي إلى تهدئة حقيقية.