•منذ أكثر من 15 عاماً تبذل إسرائيل معظم جهودها السياسية في اتجاه واحد هو التوصل إلى تسوية بشأن تقسيم البلد مع ممثلي الشعب الفلسطيني. وطوال هذه الأعوام لم يتحقق شيء واحد، أي السلام. هل يعتبر هذا سبباً في وقف بذل الجهود؟ بالتأكيد لا. إن المواجهة تحصد من الطرفين ضحايا كثيرين، ولذا يجب التطلع إلى إنهائها. مع ذلك، ربما حان الوقت كي ندرس من جديد مسألة الحصرية، التي نمنحها للفلسطينيين في أفقنا السياسي.
•منذ بضعة أعوام تعرب سورية عن رغبتها في التوصل إلى حل سلمي بشأن نزاعها الحدودي مع إسرائيل، لكنها خلال هذه الفترة لم تُقدم على أي خطوة عسكرية ضدها. صحيح أنها تستضيف فصائل إرهابية تعمل ضد إسرائيل، وأن مسألة هضبة الجولان ليست بسيطة وحلها يتطلب تدخلاً دولياً فاعلاً، غير أن آلية المفاوضات وُجدت من أجل أشياء كهذه.
•من الجائز أننا لا نجري مفاوضات مع سورية لأننا أدمنّا المفاوضات مع الفلسطينيين. ومن الجائز أيضاً أننا تعودنا على مفاوضات لا تتطلب منا دفع أي ثمن. يبقى السؤال: إلى متى ستظل المؤسسة السياسية الإسرائيلية تفضّل الاستمرار في هذه المفاوضات غير الملزمة، على البدء بمفاوضات جادة مع دولة ذات قيادة مخولة، وتتطلب من إسرائيل تنازلات مؤلمة فعلاً؟