من الذي خسر؟ شعب إسرائيل: شعب إسرائيل هو الخاسر من الصراع والجدل الداخلي بين حركة السلام الآن وغوش إيمونيم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•يتفق معظم المتناقشين على أن نتيجة الصراع الحالية بين حركتي سلام الآن وغوش إيمونيم هي التعادل بهدف لكل منهما. فالحركة الأولى نجحت في أن تفرض تأييد "تقسيم البلد إلى دولتين قوميتين" على جدول الأعمال العام، بينما نجحت الثانية في معركة إقامة المستوطنات، التي أوجدت واقعاً يعرقل إمكان قيام دولة فلسطينية دائمة، إن لم يتسبب بإحباط ذلك تماماً.

•على الرغم من الفوارق بين الحركتين فإن هناك قاسماً مشتركاً يجعل الخلاف الأيديولوجي بينهما مناقشة داخلية، يهودية صهيونية، لا أكثر. إن الحركتين متفقتان على قداسة أسطورة "الييشوف" [الاستيطان الصهيوني]، وتعتبران البيت أو البؤرة الاستيطانية أو الشجرة قيمة عليا. غير أن حركة غوش إيمونيم تتطلع إلى فرض هذه القداسة على المستوطنات والبؤر الاستيطانية كلها في أرض إسرائيل الكاملة، بينما ترغب الحركة الثانية في فرضها على المستوطنات التي أقامتها أو التي تلائم مفهومها الجيو ـ سياسي.

 

•صحيح أن شعار "تقسيم البلد إلى دولتين قوميتين" كان ملائماً في سبعينيات القرن الماضي، عندما كان في الإمكان عمل ذلك بصورة تتيح قيام دولتين دائمتين، غير أنه أصبح تضليلياً الآن، بعد أن بقي [للدولة الفلسطينية] بضع مناطق معزولة بعضها عن بعض، بسبب الجدار الفاصل والحواجز العسكرية. إن نتيجة التعادل التي انتهت بها المناقشة بين سلام الآن وغوش إيمونيم تعني الخسارة بالنسبة إلى الشعب الإسرائيلي.

 

 

المزيد ضمن العدد 430