التوتر مع سورية: القلق سيبقى لكن التخوف من الحرب يبدو مبالغاً فيه حالياً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•بعد يوم واحد من مساهمة المؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل في تصعيد التوتر الإعلامي مع سورية انتقلتا إلى السير في الاتجاه المعاكس، وبدأتا تمرير رسائل تهدئة. إن هذا التعرج السريع يعيد إلى الأذهان التصريحات والاستعدادات المتناقضة التي سادت في إسرائيل قبل عام واحد فقط، خلال أشهر الربيع والصيف التي سبقت غارة سلاح الجو على شمال سورية، في 6 أيلول/ سبتمبر 2007.

•إن الانطباع الذي يتكون من التصريحات المتناقضة هو أن هناك فعلاً توتراً بسبب نية حزب الله الانتقام لاغتيال عماد مغنية. أمّا الخوف من اندلاع حرب فيبدو، على الأقل في الوقت الحالي، مبالغاً فيه قليلاً.

•قالت مصادر عسكرية أمس إنها لا ترى "إشارات واضحة إلى حرب" وشيكة في الجبهة السورية، لكنها أقرت أن هناك تأهباً عالياً نسبياً لدى الطرفين، بسبب الخوف من خطوات الطرف الآخر، وأساساً على خلفية الخطط الإنتقامية لدى حزب الله.

•ما الذي يؤدي إلى التوتر؟ أولاً، وقبل أي شيء، تهديدات حزب الله بالرد [على اغتيال مغنية] أوجدت توقعات في شأن نشوب الحرب. من الواضح للأطراف كلها أن إسرائيل سترد بشدة على عملية تفجيرية ضخمة، الأمر الذي قد يؤدي، في نهاية المطاف، إلى تصعيد على المستوى الإقليمي. علاوة على ذلك فإن الاستعدادات الدفاعية غير المألوفة للجيش السوري يمكن أن تدل على كون دمشق شريكة في خطط حزب الله، ولذا فإنها تتوقع التصعيد.

•إن زيارة وزير الدفاع، إيهود باراك، إلى الحدود الشمالية في بداية الأسبوع ذات دلالة كبيرة، فهو لم يوجه تهديده المبطن بالتعرض لكل من سيحاول مهاجمة إسرائيل من قبيل المصادفة. وقال بعض الساخرين إن لباراك اعتبارات سياسية أيضاً، وذلك بسبب الأزمة الداخلية الحادة في حزب العمل.

 

•من المتوقع أن يستمر التوتر في الجبهة الشمالية حتى وقوع العملية الانتقامية لحزب الله، وربما بعدها أيضاً. في هذه الأثناء حدث تراجع في التهدئة على الجبهة الجنوبية التي صمدت نحو شهر، وازداد إطلاق الصواريخ من الطرف الفلسطيني، على الرغم من أن "حماس" تحرص على عدم المشاركة في إطلاقها. أمّا في الجانب الإسرائيلي فهناك تراجع بالتدريج في الانضباط الذي فُرض على الجيش، خلال الأسابيع الفائتة. وهكذا تعود غزة لتصبح برميل بارود من جديد، في الوقت الذي لا تزال المفاوضات بشأن إعادة فتح معبر رفح عالقة.