من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
برز خلال الأيام القليلة الفائتة ارتفاع في درجة التوتر بين إسرائيل وسورية، بينما تتتبّع إسرائيل، بقلق، عدة خطوات اتخذها الجيش السوري، على ما يبدو، تأهباً لإمكان قيام حزب الله بعمل ضد إسرائيل يؤدي إلى اندلاع قتال في الجبهة الشمالية. وأمس، حذر نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء دان هرئيل من أن إسرائيل سترد بقوة على من سيحاول التعرض لها. أما وزير الدفاع إيهود باراك فألغى زيارة كان مخططاً أن يقوم بها إلى ألمانيا، بسبب الوضع المتوتر في الشمال، وذلك على حد قول أتباعه. وأكدت جهات سياسية في إسرائيل أمس أن إسرائيل غير معنية بمواجهة مع سورية.
وذكرت صحيفة "القدس العربي" أمس، نقلاً عن مصادر سورية، أن سورية نشرت مؤخراً ثلاث فرق عسكرية مدرعة قبالة البقاع اللبناني، خشية قيام إسرائيل بهجوم بري ضدها انطلاقاً من تلك المنطقة. وتعتقد المؤسسة الأمنية في إسرائيل أن التقرير المتعلق بنشر ثلاث فرق عسكرية مبالغ فيه، غير أنها تؤكد أن سورية تقوم بإجراءات استثنائية في الآونة الأخيرة. ويذهب أحد التفسيرات الممكنة لهذا الأمر إلى أن سورية لديها علم بخطة حزب الله للانتقام من إسرائيل عقب اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية في دمشق، ولهذا فإنها تتأهب لإمكان أن يؤدي الرد الإسرائيلي على خطوات حزب الله إلى مواجهة إقليمية.
وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى لصحيفة "هآرتس" إن سورية وحزب الله يحافظان على تنسيق عميق وشامل بينهما، وبحسب تقديرها لن يقوم الحزب بخطوة هجومية ضد إسرائيل من دون إطلاع سورية على خططه مسبقاً. ويحافظ الجيش السوري، منذ الأشهر القليلة الفائتة، على تأهب دفاعي واسع النطاق نسبياً، وقد رُفعت درجة التأهب بعد اغتيال مغنية في أواسط شباط/ فبراير الفائت. ويذكّر التأهب السوري في الآونة الأخيرة، إلى حد ما، بالخطوات التي اتخذها الجيش السوري في صيف سنة 2007، قبل الهجوم الذي نفذه سلاح الجو في شمال شرق سورية.
وفي اليوم الذي نشر فيه بعض وسائل الإعلام أنباء عن قيام سورية بتعبئة قوات من جيش الاحتياط، وجه نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء دان هرئيل "يديعوت أحرونوت"، 2/4/2008) رسالة إلى دمشق قال فيها: "لا أعتقد أن هناك طرفاً ما معنياً بمواجهة عسكرية. كل ما يجب قوله هو إنه يجدر بمن يحاول التعرض لإسرائيل أن يتذكر أنها أقوى دول المنطقة، وسيكون الرد قاسياً ومؤلماً". ومع ذلك سعى هرئيل، الذي تحدث في موجز إلى الصحافيين عرض فيه قانون جيش الاحتياط الذي أقره الكنيست، لتهدئة رياح الحرب، وقال: "لا أرى سبباً لتوتر استثنائي في الشمال. إن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب ويقظة دائمين. الأجواء صاخبة في وسائل الإعلام لكني لست واثقاً بأن الأمر على هذا النحو على الأرض. إن الوضع لم يتغير بصورة مهمة خلال الفترة الأخيرة".