•تُعتبر الحرب في العراق فشلاً ذريعاً، من الناحية الاستراتيجية، إذ إنها زادت الشك في موقف الولايات المتحدة الأخلاقي، ومسّت هيبتها، وأثبتت للأصدقاء والأعداء على حد سواء حدود القوة الأميركية.
•إن أحد تداعيات هذه الحرب هو قيام معارضة شيعية للسنّة أصدقاء الغرب. فقد سلمت الولايات المتحدة النظام الشيعي في إيران الهيمنة على الخليج الفارسي على طبق من فضة، كما أن زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى العراق حملت رسالة حاسمة، فحواها أن الاستقرار في هذا البلد مرهون بوجود قوات مؤيدة لطهران في بغداد.
•إن صعوبات بوش في العراق ساهمت كثيراً في تعاظم تطلعات إيران النووية، كما أنه اكتشف أن أي محاولة لتعزيز الديمقراطية العربية قد تؤدي إلى صعود الإسلام المعادي للغرب إلى سدة الحكم. وهذا ما ينطبق على الإخوان المسلمين في مصر، والشيعة في العراق، و"حماس" في السلطة الفلسطينية. كما أدركت طهران، بسرعة، أن الانتخابات الحرة هي طريق مضمونة لتقويض الأنظمة الموالية لأميركا.
•أدت الحرب في العراق أيضاً إلى إهمال عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية، التي بلغت مرحلة جمود خطرة. وتحاول الولايات المتحدة الآن أن ترممها، غير أن نجاح إدارة بوش في تجنيد أصدقائها السنة "المعتدلين" من أجل إنجاح عملية أنابوليس مرهون حالياً بـ"محور الشر"، الذي تقوده إيران، ويشمل "حماس" وحزب الله وسورية. إن هذه القوى موحدة في معارضتها خطط السلام الأميركية، وقد نجحت في أن تبدي قدرة كبيرة على الصمود في مواجهة شروط الحوار المسبقة التي وضعتها أميركا.
•إن عدم كون أميركا مصدر إلهام للشعوب في منطقتنا ليس بالأمر الجديد، لكن الجديد هو احتمال أن تفقد قوتها الردعية أيضاً.