•في صباح يوم الخميس الماضي أعلنت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالشتروم أن حكومتها استكملت عملية الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. ومن المنتظر أن نشهد في الأيام المقبلة تحليلات تفسر القرار السويدي بأنه مؤشر على الضغط الأوروبي على إسرائيل. لكن تفحصاً عميقاً للموضوع يظهر أن الوضع مختلف قليلاً عما يبدو عليه. فالقرارات المؤيدة للفلسطينيين التي تصدر عن دول معينة لا تأتي من فراغ، وأغلبية هذه الدول لديها عدد كبير من المسلمين في مدنها الكبرى، ومن أجل الحصول على تأييدهم تتبنى الأحزاب اليسارية خطاً متطرفاً.
•فعلى سبيل المثال، في السويد وزير اسمه محمد كابلن شارك في أسطول مرمرة [لنقل المساعدات إلى غزة الذي هاجمه الجيش الإسرائيلي]، ولذلك أعلن رئيس الحكومة السويدية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في اليوم الأول لتوليه منصبه. يمكن القول إن جزءاً من الدول الأوروبية ما تزال فيها حكومات تتبنى خطاً يسارياً في علاقاتها الخارجية، يتعارض مع الرأي العام الذي يرفض الموقف المتساهل تجاه المهاجرين، والعجز في مواجهة صعود الإسلام الراديكالي. وفي الواقع تفضل أغلبية الأوروبيين أن تركز حكوماتهم المحلية على معالجة المشكلات الداخلية وليس المشكلات الخارجية، ويبرز هذا من خلال صناديق الاقتراع.
•في السنوات الأخيرة برز خط مؤيد لإسرائيل وسط اليمين الأوروبي. وقبل أسبوع طرح حزب السويديين الديمقراطيين وتحالف أحزاب اليمين والوسط قراراً في البرلمان أقر بأغلبية الأصوات برفض قرار الحكومة السويدية.
•واستناداً إلى عضو البرلمان السويدي كينث أكروت اليهودي، فإن من أسباب التوجه السويدي المعادي لإسرائيل وسائل الإعلام السويدية اليسارية التي لا تعكس الصورة الشاملة لما يحدث في إسرائيل. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل كثيرين من الأوروبيين يعبرون عن رأي سلبي تجاه إسرائيل.
•إن التحرك المعارض الذي اتخذه البرلمان السويدي يشكل سابقة مهمة، وهو من المرات القليلة التي يتحرك فيها برلمان أوروبي بصورة فعالة إلى جانب إسرائيل.
•تشير النشاطات البرلمانية المؤيدة لإسرائيل في البرلمان السويدي إلى وجود فرص جديدة في أوروبا يتعين على إسرائيل ألا تسمح لنفسها بتضييعها. ومن بين الأصعدة المهمة التي تستطيع إسرائيل العمل فيها الصعيد البرلماني، إذ يتعين عليها دعم النشاطات المحلية التي يقوم بها برلمانيون مؤيدون لإسرائيل، مثل ما تقوم به اليوم منظمة Isarel Allies الي يترأسها الحاخام بني ألون.
•هناك من يقول إن تأييد هذه الأحزاب لإسرائيل جاء نتيجة عدائها للمهاجرين المسلمين. لكن هذه الادعاءات لا تنطبق على الواقع، فهذه الأحزاب لا تربح أصواتاً مقابل تأييدها لإسرائيل بل تخسر دعم جمهور واسع ما تزال لديه مواقف معادية لإسرائيل.
•لقد نجحت الحكومة السويدية هذه المرة في اتخاذ قرار يتعارض مع موقف البرلمان بسبب التزامها بتحالفها مع المسلمين. لكن بنظرة إلى المستقبل، يبدو أن أوروبا وبعكس الظاهر، بدأت تسير في اتجاه مختلف وإيجابي بالنسبة لإسرائيل. وبدلاً من أن ننفعل جرّاء قرار حكومة ذات تأثير ضئيل، يتعين علينا أن ننظر إلى الأمام ونعمل على توطيد التعاون مع المؤيدين لنا في أوروبا، وهذا ما سيساعدنا في المستقبل.