دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جميع الوزراء وأعضاء الكنيست للانضمام إلى الجهود الرامية إلى صون الوضع القائم في منطقة جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] كي لا يلحق أذى بأحد وكي لا يتم المس بحق اليهود في الدخول إلى هذه المنطقة، وطلب الامتناع عن تقديم أي مشاريع قوانين خاصة وعن إطلاق تصريحات غير مسؤولة، وأكد أن المطلوب في هذه الفترة هو التحلي بأقصى قدر من المسؤولية وضبط النفس.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (الأحد)، وأشار فيها أيضاً إلى أن إسرائيل تعمل بحزم ضد مثيري الشغب وراشقي الحجارة وكل من يلقي الزجاجات الحارقة والمفرقعات، وإلى أن الحكومة ستسن قانوناً أكثر صرامة في هذا الشأن وستقوم بكل الإجراءات اللازمة من أجل استعادة الهدوء والأمن في جميع أنحاء القدس.
وأعرب نتنياهو عن تقديره الكبير لجهاز الأمن العام [الشاباك] وللشرطة اللذين قاما خلال ساعات معدودة بفك لغز محاولة اغتيال الناشط اليميني اليهودي يهودا غليك في القدس الأسبوع الفائت ووصلا إلى من ارتكبها.
وأشار إلى أنه فور وقوع محاولة الاغتيال هذه أصدر أوامر تقضي بتعزيز قوات الأمن المنتشرة في المدينة على نحو ملحوظ وبتزويدها مزيداً من الوسائل من أجل ضمان فرض أحكام القانون والنظام العام في عاصمة إسرائيل.
وقال رئيس الحكومة: "قد نجد أنفسنا في صراع مطوّل ونحن مصممون على الانتصار فيه. إننا نواجه بالتأكيد محاولات ممنهجة لممارسة تحريض تقوم بها أطراف إسلامية متطرفة تسعى لإشعال نار دينية في القدس ومن خلال ذلك إشعال النار في الشرق الأوسط بأسره، والمكان الذي يتم استهدافه من قبل هذه الأطراف أكثر من أي مكان آخر هو جبل الهيكل [الحرم القدسي]. وهذه الأطراف تروّج مزاعم كأننا نعتزم تدمير المسجد الأقصى أو المساس به وكأننا ننوي منع المسلمين من أداء الصلاة هناك. وهي تستخدم أساليب العنف اللفظي والجسدي بهدف منع دخول اليهود إلى جبل الهيكل [الحرم القدسي]. لن نسمح بذلك وفي الوقت عينه لن نغير إجراءات العبادة والزيارة المتبعة هناك منذ عشرات الأعوام. إننا ملتزمون الحفاظ على الوضع القائم في ما يتعلق باليهود والمسلمين والمسيحيين".
وأضاف نتنياهو أنه منذ أيام إبراهيم كان هذا المكان أقدس مكان للشعب اليهودي، ومع ذلك يعتبر أكثر كيلومتر مربع حساسية في العالم. وأكد أنه إلى جانب إصرار الحكومة الحازم على حقوق اليهود، فإنها مصممة على الحفاظ على الوضع القائم لجميع الأديان من أجل تجنب الاشتعال الذي يصدر من الحرم أو يندلع داخله أو حوله. كما أكد أنه تم تمرير هذه الرسائل بأوضح شكل إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وإلى جميع الأطراف في المنطقة وأيضا داخل إسرائيل.
وشدّد نتنياهو على أن المطلوب في الوقت الحالي هو تهدئة الوضع والتصرف بمسؤولية وضبط نفس. وأضاف أن هذا الأمر صحيح دائماً لكنه صحيح الآن أكثر فأكثر نظراً إلى أن الشرق الأوسط بأسره يواجه موجة من التطرف الإسلامي، ونظراً إلى أن دولاً عربية مهمة تتفق مع إسرائيل حول الخطر الذي يواجه الجميع من الإسلام المتطرف.
وأوضح أنه خلال الساعات الـ48 الماضية أجرى اتصالات متعدّدة مع أطراف إقليمية ومع وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أجل تهدئة الوضع، وأنه لهذا السبب توجه إلى رئيس الكنيست وإلى أعضاء الكنيست من جميع الأحزاب وإلى الوزراء وأكد أن هذه الفترة حساسة جداً ويتوجب على الجميع عدم الإقدام على أي تصرّف من شأنه أن يخدم المتطرفين من بين أعداء إسرائيل.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها أمس على إدخال تعديل على قانون العقوبات يهدف إلى تشديد العقوبات المفروضة على راشقي الحجارة على السيارات.
وينص التعديل على زيادة بنود جديدة إلى قانون العقوبات تسمح بفرض عقوبات أقصاها السجن 20 عاماً على من يرشق حجارة أو أي غرض آخر على السيارات.