•في حرب لبنان الثانية نسيت الحكومة الإسرائيلية أن تعلن أنها تخوض حرباً، وفي حرب الاستنزاف الحالية ضد غزة نسيت كيف يجب أن تحارب أصلاً. كما نسيت أن واجبها المركزي هو الدفاع عن أمن سكان البلد، لا محاولة إرضاء الأميركيين أو المصريين أو الأوروبيين.
•لقد اخترعت القيادة السياسية ـ الأمنية الإسرائيلية ذريعة لعدم القيام بأي شيء، وهي الذريعة التي أسمتها بـ "نافذة فرص". وقيل في هذه المؤسسة إنه لا يجوز القيام بعمليات عسكرية خلال الفترة الواقعة بين عيد الفصح [العبري] وزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش. غير أن الحقيقة هي أن هذه القيادة تخشى فشلاً عسكرياً آخر، ولجنة تحقيق أخرى. ولا يجوز إدارة شؤون دولة على هذا النحو.
•إن سكان المستوطنات المحاذية لغزة، الذين قرروا أن يخلوا أبناءهم من هناك، هم على حق، إذ إنهم فقدوا الثقة بالقيادة. والجنود الإسرائيليون يجدون أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، بعد مطالبتهم بالعمل بوتيرة منخفضة لا تمكّنهم من أداء واجبهم.
•إن ما حدث في عسقلان، أمس، لم يكن مفاجئاً، إذ إن إصابة صاروخ "غراد" لهدف مدني، كانت مسألة وقت. إن ما يتعين علينا إدراكه هو أن "حماس" تسعى لوقف إطلاق النار لأن وضعها سيء، ولأن قيادتها السياسية تخشى أن يؤدي الحصار والضغوط العسكرية إلى تأليب السكان عليها، وبناء عليه، فإن إطلاق الصواريخ يهدف إلى ممارسة الضغط علينا كي نقبل التهدئة بحسب شروطها. ما من شك في أنه ليس في إمكان "حماس" أن تصمد أمام ضغط عسكري متواصل، وفي الإمكان التوصل إلى تهدئة تتضمن شروطاً أفضل لإسرائيل، بما في ذلك الإفراج عن الجندي المختطف غلعاد شاليط.