رئيس شعبة الاستخبارات: في غضون سنتين صواريخ في بئر السبع أيضاً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين، في مقابلة مع صحيفة "هآرتس"، من أن "كل بلدة تقع ضمن مدى 40 كم حول قطاع غزة ستصبح في مرمى صواريخ حركة 'حماس'"، ومن ضمنها: أسدود، وكريات غات، وبئر السبع. وعلى حد قوله، فإن الحركة ستبلغ هذه القدرة بحلول سنة 2010. وسقط أمس صاروخ غراد على مجمّع تجاري في عسقلان، وأصابه إصابة مباشرة. وقالت مصادر أمنية أمس، إن من المتوقع أن ترد إسرائيل بتوسيع نطاق عملياتها في القطاع، لكن من دون السيطرة عليه.

وتطرق يادلين أيضاً إلى وضع إسرائيل الاستراتيجي في مقابل إيران وحزب الله وسورية والسلطة الفلسطينية وحركة "حماس"، وقال إن الحركة تحاول أن تنشئ في غزة ميزان ردع في مقابل إسرائيل، على غرار حزب الله في لبنان؛ وكجزء من هذه المحاولة، فإنها تعمل على توسيع مدى قدرتها على ضرب الأراضي الإسرائيلية. وعلى حد قوله، فإن "حماس" تملك ما يصل إلى مئات من الصواريخ التي يبلغ مداها 20 كم، وهي تسعى لإطالة هذا المدى. وأضاف أنه إذا لم تعالج المشكلة فستصبح مدن أخرى في مرمى صواريخ "حماس". 

وقد أسفر سقوط الصاروخ على المركز التجاري عن إصابة نحو 100 شخص أصيب أربعة منهم بجروح بليغة، وهم امرأة وطفلتها وامرأتان أخريان. كما لحقت بالمبنى أضرار كبيرة، ونشب فيه حريق. ومنذ تموز / يوليو 2006 سقط على عسقلان 22 صاروخ غراد و13 صاروخ قسام. وأعلنت الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة التي يرئسها أحمد جبريل مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ أمس. 

وعلى الرغم من إطلاق الصاروخ، لم تتخذ إسرائيل قراراً بشن حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية إن من المتوقع أن يلجأ الجيش الإسرائيلي، بعد انتهاء زيارة رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، إلى تصعيد عملياته الهجومية في القطاع بدرجة معينة، لكن لا توجد في هذه المرحلة نية احتلال أجزاء منه بصورة دائمة. 

وخلال اللقاء الذي تم بين رئيس الحكومة إيهود أولمرت والرئيس بوش أمس، قال أولمرت إن "لحظة الحسم في غزة باتت قريبة". وأضاف أنه إذا فشلت الجهود الرامية إلى التوصل إلى تهدئة مع "حماس"، فلن يكون هناك مفر من حملة عسكرية إسرائيلية. وعلى حد قوله، فإن هدف الحملة إرغام الحركة على قبول الشروط الإسرائيلية للتهدئة، لا احتلال غزة، أو شن حملة طويلة الأجل تؤدي إلى وقوع عدد كبير من الخسائر البشرية. وكان اللقاء بين أولمرت وبوش انتهى قبيل دقائق معدودة من سقوط الصاروخ على عسقلان. وفي مؤتمر صحافي بعد اللقاء قال أولمرت إنه لن يكون في وسع إسرائيل تحمُّل استمرار الهجمات ضد مواطنيها، وأضاف: "نأمل بألاّ نضطر، بهدف وقف الهجمات، إلى العمل ضد 'حماس' بوسائل أخرى مستخدمين القوة العسكرية الإسرائيلية، التي لم تبدأ إسرائيل استخدامها بصورة جدية. غير أن هذا الأمر يتوقف كلياً على [تلقي إسرائيل] رداً إيجابياً على المبادئ التي وضعتها [للتهدئة]". 

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" (14/5/2008) أسفر سقوط الصاروخ على المركز التجاري في عسقلان عن إصابة 15 شخصاً، بينهم أربعة أصيبوا بجروح بليغة، و 11 أصيبوا بجروح متوسطة، في حين تمت معالجة 26 شخصاً جراء إصابتهم بصدمة الهلع.

وبعد بضع ساعات من سقوط الصاروخ هاجم سلاح الجو عناصر وحدات استطلاع تابعة لحركة "حماس" في حي الشجاعية بغزة ("يديعوت أحرونوت"، 15/5/2008)، وأعلنت مصادر فلسطينية مقتل ناشطَيْن من الحركة، وإصابة اثنين آخرين نتيجة الهجوم. 

 

وخلال العمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في القطاع أمس، أصيب قائد كتيبة تابعة للواء غفعاتي حين أُطلقت قذائف هاون على قوات الجيش الإسرائيلي، التي ردت بإطلاق النار. وأطلقت طائرة تابعة لسلاح الجو صواريخ على مجموعة من المسلحين. وقُتل أحد ناشطي "حماس" في هذه العملية، بينما قُتل ثلاثة فلسطينيين آخرون في عمليات أخرى نفذها الجيش الإسرائيلي في منطقة جباليا، بينهم عنصر من "حماس" ومدنيان.